الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

نواب لبنانيون يلوحون بالتصعيد القضائي بعد تجاهل الشكوى الجزائية ضد نعيم قاسم

نعيم قاسم
-

تشهد الساحة السياسية والقضائية في لبنان جدلا واسعا بعد إعلان مجموعة من النواب والشخصيات الحزبية والسياسية تلويحهم بالتصعيد القضائي احتجاجا على ما وصفوه بـ"مماطلة القضاء" في البت بالشكوى الجزائية المقدمة ضد الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لـ"حزب الله". هذه القضية فتحت الباب أمام نقاش واسع حول استقلالية القضاء وحياديته في التعامل مع الملفات الحساسة المرتبطة بالصراع السياسي والطائفي في البلاد

تفاصيل تقديم الشكوى

بتاريخ 27 أغسطس 2025 تقدم النواب أشرف ريفي والياس الخوري وجورج عقيص وكميل شمعون إلى جانب النائب السابق إدي أبي اللمع ورئيس حزب حركة التغيير المحامي إيلي محفوض بشكوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية ضد نعيم قاسم وتضمنت الشكوى عرضا موسعا لوقائع اعتبرها المدعون تهدد السلم الأهلي وتخالف نصوص الدستور والقوانين اللبنانية كما أرفقت بالمواد القانونية ذات الصلة من قانون العقوبات اللبنانيالنائب أشرف ريفي في بيان: كفى تذاكياً على اللبنانيين! - Lebanon news -  أخبار لبنان

وبعد استكمال الإجراءات القانونية التقى المدعون مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار حيث قدموا الأسباب والدوافع التي دفعتهم لتقديم الدعوى وأكدوا أن الشكوى اتخذت صفة الادعاء الشخصي ما يلزم القضاء بتحريكها وفق الأصول وإحالتها إلى الضابطة العدلية لإجراء التحقيق

مماطلة قضائية وانتقادات لاذعة

رغم مرور أكثر من 21 يوما على تقديم الشكوى إلا أنها لا تزال قيد الانتظار في مكتب القاضي الحجار دون أي تحرك رسمي أو إحالة إلى الجهات المختصة وهو ما اعتبره المدعون دليلا على المماطلة وعدم تطبيق الأصول القانونية المتبعة في مثل هذه القضايا وأوضحوا أن تحركهم لم يكن استعراضيا أو إعلاميا بل نابع من رغبة حقيقية في استعادة منطق الدولة وتعزيز دور المؤسسات الشرعية وفي مقدمتها الجسم القضائي

قرارات وتحركات مقبلة

أعلن النواب والشخصيات المجتمعون جملة من القرارات أولها القيام بمراجعة أخيرة لدى قلم النيابة العامة التمييزية للاستفسار عن مصير الشكوى ثم التوجه بمراجعات قضائية لدى المرجعيات المختصة مثل وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى وفي حال استمرار المماطلة وعدم تحريك الملف أكدوا أنهم سيدرسون خيار الملاحقة الجزائية أمام أي مرجع قضائي متاح سواء داخل لبنان أو خارجه

كما لفت المجتمعون إلى وجود ازدواجية في التعامل القضائي مشيرين إلى أن أحد القضاة قبل سابقا شكوى جزائية قدمها النائب إبراهيم الموسوي ضد اللواء أشرف ريفي وتم تحريكها بسرعة وتحديد جلسة استجواب له بجرم إثارة النعرات الطائفية في حين لا تزال الشكوى المقدمة ضد نعيم قاسم جامدة رغم خطورتها على السلم الأهلي

خلفيات سياسية وأبعاد خطيرة

الشكوى ضد نعيم قاسم لا تنفصل عن السياق السياسي الأوسع في لبنان حيث يثير ملف سلاح حزب الله ومشاركته في الحياة السياسية والعسكرية جدلا كبيرا بين القوى اللبنانية وقد اعتبر مقدمو الشكوى أن تصريحات وممارسات قاسم تمثل خرقا فاضحا للقانون والدستور وتكرس منطق الدويلة على حساب الدولة ما دفعهم إلى المضي قدما في المواجهة عبر المسار القضائي

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل اختبارا جديا لاستقلالية القضاء اللبناني في ظل اتهامات متكررة بتسييس الملفات القضائية وتوظيفها في الصراعات الداخلية كما تطرح تساؤلات حول قدرة المؤسسات على تطبيق القانون بشكل عادل على جميع الأطراف بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية

إطلاع الرأي العام على أي مستجدات قانونية أو سياسية

أعلن النواب والشخصيات مقدمو الشكوى أنهم سيبقون جلساتهم مفتوحة لمتابعة تطورات القضية مع التعهد بإطلاع الرأي العام على أي مستجدات قانونية أو سياسية مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن المضي في الدعوى ضد نعيم قاسم حتى النهاية ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة قد تشهد تصعيدا قضائيا وسياسيا جديدا يزيد من حدة الانقسام الداخلي ويعيد طرح قضية استقلالية القضاء في لبنان إلى الواجهة من جديد