الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

صفقة عقارية تثير الجدل في إسرائيل.. قريب إسماعيل هنية يشتري منزلاً ويواجه اتهامات بالارتباط بحماس

علاء هنية
-

أثارت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية جدلاً واسعًا بعدما كشفت عن شراء علاء هنية، أحد أقارب الزعيم الأسبق لحركة حماس إسماعيل هنية، منزلاً في بلدة جنوب إسرائيل، في واقعة اعتبرها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير "صادمة".

تصريحات بن غفير

قال بن غفير في بيان رسمي: "لقد صُدمت لسماع هذا. هذه عائلة إرهابيين. هذا ليس خبرًا سارًا"، مشددًا في الوقت ذاته على أن الأمر لا يدخل ضمن صلاحيات الشرطة، التي لا تتحكم في التركيبة السكانية للمستوطنات، موضحًا أن أي انتهاك قانوني سيواجه بلا تسامح.

رد علاء هنية

من جانبه، نفى علاء هنية أي صلة له بالنشاط السياسي أو العسكري لحماس، قائلاً: "الاعتراضات سببها اللقب فقط. لم أؤذ أحدًا، وبمجرد أن يتعرف الناس علي سيدركون أنهم سيستفيدون، لا العكس".
وأضاف أن عائلته بحثت طويلًا عن منزل مناسب، واشترته رغم الضغوط التي مورست على البائع لإلغاء الصفقة، مشيرًا إلى أن بعض التعليقات التي اطلع عليها على مجموعات "واتساب" محلية كانت عنصرية بشكل مباشر.

رفض شعبي في المنطقة

عدد من سكان البلدة عبروا عن رفضهم للجار الجديد بسبب ارتباطه بالاسم العائلي لإسماعيل هنية، الذي قُتل في طهران العام الماضي. وأكدت بعض التعليقات أن مثل هذه الصفقات أصبحت أقل قبولًا "بعد 7 أكتوبر".

لكن علاء هنية شدد على أن عائلته مصممة على الانتقال، وقال: "ما حدث زاد زوجتي إصرارًا. إنه أمر محبط – هذه عنصرية. لكننا نعيش في دولة ديمقراطية"، مشيرًا إلى جذور عائلته الراسخة في المجتمع الإسرائيلي، حيث أن أسرة زوجته تضم أفرادًا خدموا في الجيش الإسرائيلي، وفقدت عائلة جدته أقارب خلال الحرب.

مواقف رسمية محلية

رئيس بلدية عومر، إيرن بداش، قال إن الجدل الدائر سببه اسم هنية المرتبط بأحداث 7 أكتوبر، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يؤيد منع العرب من الشراء، مضيفًا: "نحن في سوق حرة ودولة ديمقراطية"، موضحًا أن الأولوية في مشاريع الإسكان الجديدة تُمنح لجنود الاحتياط، لكن السوق هو من يحكم في النهاية.

أبعاد اقتصادية واجتماعية

شريك هنية التجاري، وهو من سكان عومر منذ سنوات، اعتبر أن القضية تسلط الضوء على أزمة أوسع تتعلق بالاندماج والهوية في إسرائيل، قائلاً: "الناس يعيشون معًا في يافا بمناطق مختلطة. الحكم على الناس بناءً على دينهم أو عرقهم لا يؤدي إلا إلى الصراع".

سوابق عائلية

ليست هذه المرة الأولى التي يُثار فيها اسم عائلة هنية داخل إسرائيل؛ ففي عام 2024 اعتُقلت صباح عبد السلام هنية، شقيقة إسماعيل هنية، بتهمة الانتماء إلى منظمة "إرهابية" والتحريض عبر تطبيق واتساب على أحداث 7 أكتوبر، بعد أن عثرت الشرطة الإسرائيلية والشاباك على وثائق وأموال ومعدات إعلامية بمنزلها في بئر السبع.

ملف التوترات بين الهوية العربية واليهودية داخل إسرائيل

قضية علاء هنية تفتح من جديد ملف التوترات بين الهوية العربية واليهودية داخل إسرائيل، وتعكس حساسية ما بعد 7 أكتوبر، حيث قد يتحول مجرد لقب عائلي إلى سبب لرفض اجتماعي واسع. وفي المقابل، يتمسك هنية بحقه القانوني في شراء منزل، معتبرًا أن ما يحدث يعكس "عنصرية مقنعة" في دولة تدّعي الديمقراطية.