الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

في معنى الجهاد بين حمـاس والإخوان.. عندما يتحول المفهوم الشرعي إلى شعارات سياسية

الكاتب الحفي -ياسين غلاب
بقلم- ياسين غلاب -

يملأ الإخوان المتأسلمون الفضاء الإلكتروني بمقولات لا حصر لها عن الجهاد وشرف الأمة والأيادي المتوضئة الطاهرة وأن من لا يحمل السلاح لا يحق له الكلام وأنهم أي الإخوان الذين يريدون نصرة الله ورسوله والإسلام وهو منهم براء يعانون من الخذلان وأن مصر تحاصرهم لا إسر.ائيل.

الجهاد.. معنى شرعي لا شعار سياسي

وكأن الجهاد هذا لفظ تلوكه الألسنة وتمضغه الأفواه كالعلكة تلقى بعد أن يمتص منها رحيقها؛ حلاوة أو مرارة.

الجهاد عمل ككل الأعمال يخضع لشروط الإرادة والعلم والقدرة على الفعل حتى يتحول إلى عمل صالح؛ رغم أنه بنص الحديث أشرف الأعمال وذروة السنام.

ورغم أن القرضاوي، كبيرهم الذي علمهم السحر قال فيما قال من فتاوى الدم وغيرها، أن الجهاد يخضع لما أسماه بالوسع المجتمعي؛ أين أنت يا قرضاوي من هذا الكلام؟

العدو البعيد والعدو القريب.. من نظرية إلى كوارث

أين أنتم من "أعدوا ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"؟

أين أنتم من آيات الجهاد الذي ذكر فيها 9 مرات وقدم فيها الجهاد بالمال على النفس في 8 آيات منها وآية واحدة فقط قدم فيها الجهاد بالنفس؛ عندما تكون الضرورة التي لا يمكن النكوص عنها ولا الفرار منها، كيوم الزحف.

أليست فكرة العدو البعيد والعدو القريب فكرتكم التي هدمتم بها دولا وشتتم بها شمل شعوبها، أم كنتم تقومون بها لصالح أنفسكم لكي تحكموها بعد أن أحلتموها إلى أنقاض؟

ألستم أنتم من جلبتم الغرب ببوارجه وحاملات طائراته ومكنتموه من رقاب المنطقة؟

اليس هذا الغرب الذي يصفكم بالإرهابيين ويقيم معظمكم في بلاده وتهاجمون من خلال وسائل إعلامه حكام وأنظمة المنطقة؟ حتى لو سلمنا جدلا ببعض الأخطاء أو القصور؛ أكنتم ترحبون بأن تأتوا إلى الحكم على ظهور دباباته ومدرعاته وطائراته وتحكمون هذه البلاد وتدعون أنكم في جهاد في سبيل الله؟

الدم الفلسطيني ليس ورقة تفاوض

أي جهاد هذا الذي يخطف الأطفال والنساء جنبًا إلى جنب مع العسكريين؟ لماذا لم تقم حم.اس بالثبات على الأرض المسروقة في طوفان الأقصى ولماذا قلتم في بيانكم الأول أنكم تريدون تبيض السجون ولماذا لم تعملوا بشروط المعركة وتعطوا الذريعة لهذا الاحتلال البغيض ليقوم بكل هذا الدمار والخراب؟! ألم تدركوا منذ أول أسبوع أو شهر أو حتى أول هدنة لوقف إطلاق النار بحقيقة الصراع لكي تتجنبوا اكثر من 62 ألف قتيل ومائتي ألف مصاب وجريح؟! أم أن النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق والتي هي أكثر حرمة من هدم الكعبة، مجرد خسائر تكتيكية؟!

لن يستقيم الميزان إلا إذا كان دم الفلسطيني يساوى بل اشرف وأطهر من دم الإسرائيلي.