كهرباء مضروبة.. لما النصابين يسبقوا فواتير الكهرباء!

في مصر لا تتوقف الحكايات العجيبة، وكأن المواطن لا يكفيه معاناة الفواتير الحقيقية حتى يظهر له نصابون بابتكار جديد تحت شعار: "إحنا موظفين كهرباء.. ادفع وإلا هنقطع النور!"
القصة بدأت في السلام أول بالقاهرة، حيث فوجئ صاحب مصنع ملابس أجنبي الجنسية بثلاثة أشخاص يدخلون عليه بثقة وكأنهم مسؤولون كبار في شركة الكهرباء. حملوا أوراقًا وملفات وهمية وألقوا التهمة المعتادة: "إنت سارِق تيار كهربائي وعليك مديونية ضخمة.. وإلا ندخلك في ستين قضية!".
الضحية وقف مذهول.. هل يعقل أن الكهرباء التي يدفع ثمنها بالدولار والعملة الصعبة، تتحول إلى كهرباء مضروبة؟ لكن النصابين لم يتركوا له وقتًا ليفكر، بل أسرعوا بطلب "المعلوم" مقابل التغاضي عن المخالفة الوهمية.
الشرطة تقطع التيار عن النصابين
لكن يبدو أن لمبات الحظ لم تضيء للنصابين طويلًا، فالأهالي التقطوا المشهد الغريب وسارعوا بإبلاغ الشرطة. في لحظات، تحولت خطتهم من "تحصيل المعلوم" إلى "محضر رسمي" بعد ضبطهم بالجرم المشهود.
وبمواجهتهم لم يجدوا حرجًا من الاعتراف: "أيوة يا باشا.. احنا مش موظفين كهرباء، احنا بس كنا عايزين نولّع لمبة العيش!"، وكأنهم اخترعوا فاتورة نصب جديدة على حساب المواطن.
الكهرباء الحقيقية vs. الكهرباء المزيفة
الطريف أن المصريين علقوا على الحادثة بسخرية:
-
"طيب ما الكهربا الأصلية بتعمل فينا أكتر من كده!"
-
"يعني ندفع للنصاب ولا ندفع للفواتير الرسمية؟ اللي اتنين بيقطعوا النور!"
-
"المرة الجاية هيطلعوا بزي موظفي الغاز ولا المياه؟"
في النهاية، أثبتت الواقعة أن النصابين في مصر لا ينامون، يبتكرون أساليب يومية تنافس في براعتها فواتير الكهرباء نفسها. لكن الأمن قطع التيار عنهم سريعًا، ليظل المواطن المصري وحده في صراع أبدي مع فاتورة النور.. سواء كانت رسمية أو مضروبة!