جرائم التيك توك وغسيل الأموال… مرآة لخلل اجتماعي يهدد الأسرة المصرية في المدن والريف

طفلة تغسل 15 مليون جنية وحملات شاكر محبوس دلوقتي -- جرائم التيك توك فضحية اجتماعية
نحن نعبش في زمن سيطرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي على العقول قبل الشاشات و تحولت منصات التواصل الأجتماعي بكافة مسمياتها من أدوات للتواصل والتثقيف وتبال الخبرت والأفكار إلى ساحات مفتوحة للشائعات والكذب والتأليف وأحيانًا إلى مسرح لجرائم مالية وأخلاقية تهز المجتمع. لم يعد التيك توك وغيره مجرد تطبيقات للترفيه بل صار بيئة خصبة لترويج محتوى مسيء وكشف عن شبكات غسيل أموال، وأفرز ظواهر اجتماعية خطيرة تتغلغل في المدن الكبرى كما في القرى والمناطق الريفية.
حملات منظمة تدافع عن متهم بغسيل أموال
من بين القضايا التي أثارت الجدل مؤخرًا، قضية شاكر محظور الذي اصبح الان اسمة شاكر محبوس المتهم في قضية غسيل أموال مرتبطة بمشاهير التيك توك. اللافت لم يكن فقط طبيعة التهم، بل الحملات المكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي التي دافعت عنه بشكل مريب، وصولًا إلى مجيء خمسة محامين عرب من الكويت والسعودية والأمارات العربية إلى القاهرة للدفاع عنه خلال وقت قياسي. هذه السرعة في الحشد القانوني تثير تساؤلات حول الجهة التي دفعتهم، والعلاقات الخفية التي تربط شاكر بمن موّل سفرهم، والأهم: لصالح من كانت تتم عمليات غسيل الأموال هذه؟
طفلة متورطة في غسيل أموال بالملايين
قضية أخرى لا تقل خطورة ب بل هي مصيبة اكبر إذ كشفت التحقيقات أن طفلة، يفترض أنها تحمل براءة الأطفال، تورطت في غسيل أموال قيمتها 15 مليون جنيه. المفارقة أن هذه الطفلة تعيش في شقة فاخرة بمدينة "مدينتي"، بينما أسرتها في حي المطرية الشعبي. هذا التناقض يعكس فجوة طبقية خطيرة، ويثير علامات استفهام حول البيئة الاجتماعية التي سمحت بوقوع مثل هذا الانحراف المالي وسلوك الطفلة نفسة اننا امام خلل كبير لطفلة هذا الخلل تم برعاية الأسرة نفسها للا اسف الشديد
اعترافات صادمة من الآباء
الأمر لا يقف عند التورط القانوني، بل يمتد إلى انهيار الدور التربوي للأسرة. أحد الآباء، والد فتاة تدعى "علياء" صرح الأب علنًا بأنه فشل في منع ابنته من تقديم المحتوى المسيء، بل وأبدى رضاه عن القبض عليها. مثل هذه الاعترافات تكشف عن فقدان السيطرة الأسرية لرب الأسرة بشكل مهين وتراجع القيم التي تحكم العلاقة بين الآباء والأبناء في مواجهة الإغراءات الرقمية.
الظاهرة تضرب المدن والريف على السواء
قد يتصور البعض أن هذه الانحرافات مرتبطة فقط ببيئة المدن الكبرى، لكن الوقائع تثبت العكس. فقد شهدت إحدى قرى محافظة المنوفية حالة مشابهة، حيث رفضت فتاة ريفية الانصياع لرغبة والدها في التوقف عن نشر محتوى مخالف. هذا يوضح أن الأزمة تجاوزت الحدود الجغرافية لتصبح أزمة فكرية وتربوية عامة في ظل عدم وجود رب اسرة قادر علي توجية الأبناء فأن السؤال الذي يتبادر الي الاذهان عند رؤية مثل هذة المحتويات المنحطة والفذرة اين اهل هذة الفتاة ؟
جرس إنذار لا بد من الاستجابة له
إن جرائم التيك توك وغسيل الأموال ليست مجرد حوادث فردية، بل جرس إنذار يقرع أبواب المجتمع بأسره. الخطر الحقيقي يكمن في الانهيار التربوي والأخلاقي داخل الأسرة المصرية، وضعف الرقابة المجتمعية، وغياب الوعي الرقمي. الحل يبدأ من تضافر الجهود بين الجهات الأمنية والمؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية، لفرض ضوابط على المحتوى المقدم عبر الإنترنت، وتثقيف الآباء بأساليب الحماية الإلكترونية، وإعادة الاعتبار للقيم الأسرية التي كانت في الماضي صمام الأمان للمجتمع .