الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الفنون

محسن منصور يعيد الروح إلى مسرح السلام بثلاث مسرحيات ضمن المهرجان القومي للمسرح

العرض علي مسرح السلام
متابعة - ترمين نبيل -

في وقت تتراجع فيه مكانة المسرح وتكاد تتلاشى ملامحه من المشهد الثقافي العام يخرج علينا الفنان محسن منصور بمبادرة جريئة تعيد الأمل في أن المسرح لا يزال قادرًا على التنفس والاشتباك مع الجمهور. ما قام به في مسرح السلام لا يمكن اعتباره مجرد إدارة تقليدية بل هو مشروع إحياء حقيقي لمكان كاد أن يتحول إلى أطلال.

ثلاث مسرحيات دفعة واحدة ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح

أن تنتج فرقة المسرح الحديث ثلاث مسرحيات دفعة واحدة ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح فذلك ليس بالأمر العابر منذ عام 2016 لم يحدث أن شاركت الفرقة بهذا الزخم مما يجعل ما قام به منصور إنجازًا نوعيًا يتجاوز حدود المهرجان ويعيد رسم دور الفرق المسرحية الرسمية في مصر.
الأمر لا يتعلق بعدد العروض فقط بل بحالة من الحراك الحقيقي. إعادة فتح قاعة يوسف إدريس التي ظلت مغلقة لأكثر من أحد عشر عامًا هو إنجاز في حد ذاته. لكن الأهم من ذلك أن تعود القاعة وتفتح أبوابها بعروض جادة تستقطب الجمهور كما حدث مع مسرحية "يمين في أول شمال" و" كازينو" و " سجن النسا "

أعتمدعلى الإيمان بالمسرح و النص الجيد وممثلين يعرفون معنى الوقوف على الخشبة

في كل ذلك لم يعتمد محسن منصور على بهرجة إعلامية أو ضوضاء دعائية. اعتمد فقط على الإيمان بالمسرح على النص الجيد، وعلى ممثلين يعرفون معنى الوقوف على الخشبة. والأهم أنه اعتمد على احترام الجمهور، فقدم أعمالًا تستحق المشاهدة لا مجرد عروض لتعبئة الفراغ.

علاقة الدولة بالمسرح

لكن يبقى السؤال الأهم: لماذا لا يتحول هذا النموذج إلى حالة عامة؟ لماذا يظل النجاح الاستثنائي أمرًا نحتفي به وكأنه المعجزة بدلًا من أن يكون القاعدة؟ لماذا لا تتحرك بقية المسارح الرسمية بنفس الروح؟ ولماذا يتراجع المسرح في حين يثبت محسن منصور أنه يمكن استعادته حين توجد الإرادة والوعي والدعم؟
ما يحدث في مسرح السلام الآن ليس مجرد عودة لحياة مسرحية، بل هو دعوة صريحة لإعادة النظر في علاقة الدولة بالمسرح، وفي دور المخرجين والفنانين وفي مكانة الخشبة كمجال للتأثير لا مجرد وسيلة للترفيه.
مسرح السلام بيقول لنا إن المسرح ممكن يرجع بس محتاج ناس تؤمن بيه زي محسن منصور.