الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

المنوعات

دعوات لغلق تطبيق تيك توك في مصر.. منصة الترفيه التي تحولت إلى أدوات لتدمير القيم؟

نجوم التك توك في مصر
-

أصبح تطبيق تو توك يمثل خطر علي فئة كبيرة من المراهقين مع انتشار الخلاعة والأسفاف علي المنصة الشهيرة والتي تحولت مؤخرا الي حرب اتهامات وجرائم كبري وظهور نجوم للتيك توك تسيء الي المجتمع المصر- وتتزايد الأصوات يومًا بعد يوم في مصر مطالبةً باتخاذ إجراءات حاسمة لإغلاق تطبيق تيك توك، بعد أن تحوّل من وسيلة ترفيه شبابية إلى منصة تُصدر ما يعتبره البعض "قاع المجاري الأخلاقي والاجتماعي"، على حد وصف عدد من النشطاء الغاضبين عبر مواقع التواصل.

فبينما يعاني مئات الآلاف من خريجي الجامعات من البطالة، ويُجبر بعضهم على العمل في وظائف لا تليق بمؤهلاتهم، باتت مشاهد الإسفاف والعري والإساءة للدين والثقافة تُحقق ملايين المشاهدات، وتحوّل أصحابها إلى "مشاهير" يُحققون أرباحًا خيالية من البثوث والهدايا الافتراضية.

تيك توك في مصر.. من ترفيه إلى تمزيق للنسيج الاجتماعي؟

بدأ تيك توك كمنصة مرحة لمشاركة الفيديوهات القصيرة، لكنه تحوّل في السياق المصري إلى مرآة مشوهة تُظهر أسوأ ما في المجتمع. من مشاهد مبتذلة وعبارات خادشة للحياء، إلى ظواهر مثل "الشحاتة الإلكترونية"، و"الترندات الفارغة"، و"التحرش اللفظي"، وكل ذلك على مرأى ومسمع من ملايين المستخدمين، أغلبهم من الأطفال والمراهقين وهو مايمثل خطورة كبري علي الجيل الجديد من الشبان في مصر.

ويقول مراقبون إن الأمر لم يعد مجرد "حرية شخصية"، بل تحوّل إلى تهديد حقيقي لقيم المجتمع وتعليم أجياله.

غضب شعبي: في بلد الفراعنة.. تيك توك ينشر الجهل والانحلال

تقول إحدى المنشورات المتداولة على فيسبوك والتي أثارت ضجة كبيرة:

"في بلد خرّج نجيب محفوظ، وأم كلثوم، وزويل، وطه حسين.. أصبحنا نتابع (أم شخة، وأم فلتة، وأبو حلق) كأنهم قدوة ومصدر رزق!"

ويتساءل كاتب المنشور بحسرة:

"كيف لخريج هندسة أن يعمل نادلًا، بينما فتاة بلا تعليم تجني الملايين في أسبوع من مقاطع ساقطة؟"
"كيف لخريج حقوق أن يركض وراء لقمة العيش، بينما الضابط المفصول أو المطرب بلا موهبة يتصدر الترند؟"
"أين الدولة من هذا الانهيار؟ وأين الإعلام من هذه الفوضى؟"

قيمة المجتمع تنهار حينما يُكافأ الرديء ويُعاقب المجتهد

الخلل، بحسب مراقبين، لا يكمن فقط في المنصة، بل في منظومة مكافأة الفساد وتسليع الجسد. فحين تُمنح الشهرة والمال لمن يخرق القيم، في مقابل معاقبة الصامتين النبلاء، تظهر حالة احتقان ويأس مجتمعي خطير.

ويحذر خبراء علم النفس والاجتماع من تأثير هذه المنصات على الصحة النفسية للمجتمع، خصوصًا بين الشباب، حيث تؤدي إلى الشعور بالعجز، واللامبالاة، وانهيار منظومة القيم بالمجتع .

هل تتجه الدولة لحظر تيك توك في مصر؟

رغم تزايد البلاغات ضد بعض صُنّاع المحتوى، والإجراءات القانونية التي اتخذت مؤخرًا ضد بعضهم بتهم التحريض على الفسق والتربح غير المشروع، لم تُتخذ بعد خطوة جذرية لحظر التطبيق، كما حدث في بعض الدول مثل الهند.

ويطالب كثيرون في الشارع المصري بضرورة سن قوانين جديدة لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي، أو حتى إغلاق التطبيقات التي تشكل تهديدًا صريحًا للأمن القومي والقيم الاجتماعية.

نحتاج إلى إعادة ضبط البوصلة الأخلاقية لمصر

في ختام تلك المطالبات، تؤكد قطاعات واسعة من الشعب أن مصر بحاجة إلى إعادة تربية مجتمعية حقيقية، تبدأ من الإعلام والتعليم والتشريع، وتضع حدًا لتلك "الرداءة الرقمية" التي طفت على سطح الواقع، حتى أصبحنا نعيش في بيئة "نتنة"، على حد تعبير أحد الناشطين، لا تليق بتاريخ هذا البلد العظيم.