الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

المنوعات

رحل الأمير النائم بين عالمين بعد ٢١ عام ويخلّد قصة صبر لا تُنسى

الكاتبة الصحفية نرمين نبيل
بقلم- نرمين نبيل -

في قصة تختزل الالم والانتظار والتحدي رحل الامير الوليد بن خالد بن طلال ال سعود بعد واحد وعشرين عاما قضاه في غيبوبة طويلة بين عالمين مختلفين عالم الحياة التي نعرفها وعالم الغياب الصامت الذي لا نراه

روحه حاضرة في قلب كل من احبوه خاصة والده الامير خالد بن طلال

على مدار هذه السنين الطويلة ظل جسده على سرير ابيض بلا حركة لكن روحه كانت حاضرة في قلب كل من احبوه خاصة والده الامير خالد بن طلال الذي تمسك بالامل وصبر صبرا لا يوصف رافضا الاستسلام لواقع الغيبوبة او الانصياع لتقارير الاطباء
كان يزوره يوميا يتحدث اليه يصلي بجانبه يروي له تفاصيل الحياة وكأن الوليد يسمعه ويشعر به كان الامل وحده كافيا ليبقي الروح متصلة بالعالم رغم سكون الجسد

وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال آل سعود بعد 20 عام على دخوله  الغيبوبة - Lebanon News

ملحمة حب ووفاء وصبر تجاوز الزمن

هذه القصة لم تكن مجرد رحلة مرض او صراع مع الغيبوبة بل كانت ملحمة حب ووفاء وصبر تجاوز الزمن كانت تذكيرا بان الانسان اعمق من مجرد حركة وكلام وان الروح التي تسكن الجسد لا تغيب ابدا حتى وان غفى الجسد
ومهما حاولنا وتمسكنا بالامل وصبرنا تبقى ارادة الله هي الغالبة التي لا تقهر والتي تختار لنا الوقت والمصير الذي لا مفر منه
اليوم بعد اعلان رحيله طويت صفحة طويلة من الالم والرجاء لكنها تركت اثرا انسانيا لا ينسى صورة شاب لم يتكلم يوما لكنه تكلم بكل الطرق التي لا ترى ولا تسمع وقصة اب لم يتعب من الانتظار وام لم تفقد الايمان

الصمت احيانا ابلغ من الكلام وان الحب الحقيقي لا يقاس بالزمن بل بالثبات عليه

رحل الامير النائم بين عالمين لكنه لم يرحل من القلوب بل بقي شاهدا على ان الصمت احيانا ابلغ من الكلام وان الحب الحقيقي لا يقاس بالزمن بل بالثبات عليه حتى النهاية
رحل بين صمت الحياة وصدى الغياب لكنه ترك خلفه رسالة خالدة عن معنى الوجود رسالة تقول ان الروح لا تموت وان الحب والصبر هما اعمق معاني الحياة