الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

ترامب يعلن الحرب التجارية على ”بريكس”.. تهديد مباشر للاقتصاد العالمي ورسالة نارية للدول النامية

الكاتب الصحفي -خلف أبوذهاد
-

في خطوة تصعيدية تعيد للأذهان أجواء الحروب التجارية التي طبعت فترة حكمه الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية على كل دولة تنضم مستقبلاً إلى منظمة "بريكس" الاقتصادية. خطوة اعتبرها مراقبون إعلان حرب مباشرة على الكتلة التي تمثل التحدي الأكبر للهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي.

هل أصبحت "بريكس" تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمريكا؟

بدأ تكتل بريكس كتحالف اقتصادي يهدف لتحقيق توازن عالمي في مواجهة هيمنة الغرب، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح يشكل منصة فعلية لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي الدولي، خاصة مع التوجه نحو إنشاء عملة مشتركة بديلة للدولار في المبادلات التجارية بين أعضائه.

وقد زادت مخاوف واشنطن بعد أن بدأت دول مؤثرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في التقارب مع بريكس، سعيًا للفكاك من هيمنة الدولار، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدًا مباشرًا لمكانتها كقوة اقتصادية أولى.

"ابتزاز أمريكي" أم "إعادة ضبط للعلاقات"؟

دول عدة سارعت إلى الرد على تهديدات ترامب. فقد وصفت الخارجية البرازيلية القرار بأنه "ابتزاز اقتصادي غير مسبوق"، فيما حذّرت روسيا من أن هذا السلوك "يؤكد جنون الهيمنة لدى بعض القوى الغربية"، بحسب بيان للكرملين.

أما الصين، الشريك الأبرز في بريكس، فقد اكتفت برد حاسم على لسان المتحدث باسم خارجيتها:

"العالم لم يعد أحادي القطب، ومن يرفض هذه الحقيقة يعيش في وهم استعماري قديم."

هل تُنذر هذه التصريحات بعصر جديد من الحروب الاقتصادية؟

يرى المحللون أن تهديد ترامب ليس مجرد دعاية انتخابية، بل يعكس توجهًا أمريكيًا عامًا نحو الانكفاء والانغلاق، خاصة بعد فشل محاولات احتواء الصين اقتصاديًا، وتراجع مكانة واشنطن في بعض مناطق النفوذ التقليدية.

ويحذر الخبير الاقتصادي الدكتور توماس رايت، من أن هذه الرسوم إذا طُبقت بالفعل، قد تؤدي إلى تفكك سلاسل الإمداد العالمية، وخلق تكتلات تجارية متصارعة، تُعيد العالم إلى منطق الحرب الباردة ولكن بأدوات اقتصادية.

ما الذي ينتظر الاقتصاد العالمي؟

  • من المتوقع أن يؤثر قرار ترامب في حال تنفيذه على أسعار السلع في الأسواق العالمية

  • قد يؤدي إلى تسريع توجه دول الجنوب العالمي نحو تفعيل التحالفات الاقتصادية البديلة

  • شركات أمريكية كبرى قد تخسر أسواقًا استراتيجية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية