سعيد محمد أحمد يكتب :شكرًا حماس.. أنجزتم مهمتكم بنجاح ساحق

لاتزال قضية بقاء الاسرى لدى حماس فى غزة تراوح مكانها ما بين شد وجذب وقبول ورفض، ومن تنازل إلى تنازل من حماس فى مقابل رفض اسرائيلي، وبما يؤكد حرص حماس استمرار آمد الحرب، املا فى أن ينظر ترامب فى طلب ضمانات حماس،عبر إبقائها على ذريعة استمرار إسرائيل فى عملياتها العسكرية فى حصد الأبرياء من أبناء قطاع غزة بشكلٍ يومي كأحد الطرق البديلة لتصفية الشعب الفلسطيني على الهواء مباشرة، وإجبارها على الهجرة الطوعية.
انهيار مشروع الدولة الفلسطينية وتكريس الانقسام ومخططات التهجير تتواصل
حقيقة مؤلمة يدركها الشعب الفلسطيني فى ان حماس وقاداتها تسعى لضمانات خروج امن بأموالها دون ملاحقه قياداتها وكوادرها، اذا ما اعلنت التخلى عن السلطة والحكم فى قطاع غزة وخروجها غير مأسوف عليها بل سيوجه لها الشعب الفلسطيني برقية "شكرا حماس انجزتم مهمتكم بنجاح ساحق ".
وبرغم ذلك يبقى موقف نتنياهو الذى يجرى مباحثات منفردة مع نظيرة الامريكى ترامب لوضع اللمسات الاخيرة لكيفية وقف اطلاق نار دايم وهدنة ربما قد تطول او تقصر وفقا لاهواء وحكومة نتنياهو المتطرفة .
خروج أمن وسحب سلاح حزب الله بيد الدولة اللبنانية.
ويبقى السؤال هل سيقبل نتنياهو بوقف دائم لإطلاق النار؟ ليس بحثا عن السلام ولا حتى وقفًا للحرب، وإنما بما يضمن فى المقابل خروجًا أمنًا لنتنياهو وبدعم ومساندة ترامب بعدم الملاحقة الجنائية سواء من الداخل الاسرائيلي او الخارجى ليبقى امامه خيارين، اما استكمال مخطط الحرب بدعوى وجود أسرى، وفتح جبهة لبنان واحداث قدر كبير من الخسائر أهمها تسليم سلاح حزب الله بيد الدولة اللبنانية.
شكرا حماس انجزتم ووفيتم ، فى سقوط منظومة الدولة الفلسطينية وتدمير مستقبل الشعب الفلسطيني منذ تسعينيات القرن الماضى، وعبر انتهاج عمليات القنابل البشرية المفخخة، والتى استهدفت المدنيين ليصنفها العالم انذاك بانها منظمة ارهابية، ومع سماح السلطة الفلسطينية لحماس والجهاد على مدى العقود الثلاثة فى تعميق الانقسام الفلسطيني وتخريب كافة الجهود التي استهدفت تقويض أسس
الهجرة الطوعية عبر التجويع واستمرار الحرب والتشريد والقتل الممنهج السلام .
ومع الوصول الى السابع من أكتوبر ختاماً للمؤامرة والمخطط المرسوم بتصفية القضية الفلسطينية، والانتقال من الاصرار الى الهجرة القسرية عبر مشاريع فاسدة لاستغلال سيناء وتم مواجهتها بحسم وحزم، وانه أمرًا غير مقبول وغير مسموح به.
فيما يتجهً الحديث عن الهجرة الطوعية عبر التجويع واستمرار الحرب والتشريد والقتل الممنهج بعد أن عجزت إسرائيل وامريكا من تمرير مشروع الهجرة القسرية إلى سيناء أو بالتوجه إلى الأردن ليصبح واقعا ومستحيل تغييرة على صخرة الرفض المصرى لتنفيذ المشاريع التى استهدفت بالدرجة الأولى النيل من الدولة المصرية.
شكرا حماس .. دمرتم كل شىء، بعد الرفض الشعبى لكم بل والمطالبة بالخروج من قطاع غزة عبر الشعار الشهير " حماس بره بره " ، شعبيا فقدتم بالفعل السلطة
على حماس الرحيل فورا ،فى ظل اصرار الشعب الفلسطيني تمسكة بأرضه
بطلب امريكى اسرائيلي وعربى خليجى منذ زمن بعيد، وان على حماس الرحيل فورا ،فى ظل اصرار الشعب الفلسطيني تمسكة بأرضه، فى مواجهة إصرار نتنياهو وترامب على عدم حل الدولتين وهو أمر واقعى يجرى التداول بشأنه والمراهنة عليه انتظارا لما يسفر عنه اليوم التالى للهدنة والحرب والتى ربما لن تتوقف حتى تعلن حماس رسميًا تسليم سلاحها ورحيلها مع استغلال نتنياهو لمشروع الهجرة الطوعية.
ويبقى الأمل فى البقاء دفاعًا عن الوجود الفلسطيني وعن الدولة الفلسطينية منحصرا فى عدة مطالب وطنية فلسطينية صادقة عبر الدعوة المخلصة والشريفة فى اعادة تدوير كيان فلسطينى جديد ،وعبر دماء جديدة يجب ضخها فى قنوات الاتصالات العربية والدولية والغربية.
مصير الدولة الفلسطينية
كما تقتضي الضرورة تشكيل فريق فلسطينى وطنى يحظى أولآ بثقة الشعب الفلسطيني وبحاضنة شعبية خالصة غير مؤدلجة سوى بالدعوة الى كيان ودولة فلسطينية مستقلة تحظى ايضا بثقة المجتمع الدولى والعربى، وبعيدًا عن سطوة جماعة حماس والجهاد وعن ضعف السلطة الفلسطينية وعجزها فى التعامل مع محددات الدولة الفلسطينية وفق المصالح الفلسطينية وصالح الشعب الفلسطيني.
ويبقى السؤال هل اليوم التالى للهدنة سيحدد مصير الدولة الفلسطينية فى ظل اصرار حكومة نتنياهو المتطرفة العقائدية بعدم الاعتراف أو القبول بوجود دولة فلسطينية ؟
وهل من الممكن ان يغير ترامب من موقفه من منظور الدولة الفلسطينية ؟