الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

قطرة موت وسهرة خيانة.. شاب يقتل خالته طمعًا في المعاش ويسهر بجوار جثتها حتى الصباح

جثة
-

في زقاق ضيق بحي المنيرة الغربية وفي ليلة بدت هادئة كأي ليلة عادية، جلس شاب يُدعى محمد على سلم أحد العقارات، في الثلاثين من عمره، ملامحه لم تثر الشك وقتها، بدا كما لو أنه ينتظر أحدًا، وقال بإيجاز لجارته التي سألته: "مستني خالتي ترجع من بره"

لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا، فلم يكن الشاب ينتظرها بشوق بل كان يُعد لها كمينًا قاتلًا ومُخططًا شيطانيًا بحسابات طمعه وبرود ضميره

عند منتصف الليل والربع عادت الخالة سيدة خمسينية تحمل أكياسًا من الطعام بعد أن صرفت معاشها الذي بلغ ستة آلاف جنيه، دخلت شقتها ولم تكن تعلم أنها المرة الأخيرة التي ستدير فيها مفتاح بابها

قطرة مخدرة في كوب ماء

محمد دخل خلفها بخطى ثقيلة وخطة مظلمة في ذهنه، لم يحتج إلى عنف ظاهر، فقط استخدم حيلته الشيطانية، وضع لها قطرة مخدرة في كوب ماء بعدما شكى لها من حر الجو، وقال: "اشربي هتروقي"، وما إن شربت حتى فقدت وعيها وسقطت أمامه

لم يُحاول إنقاذها، بل سحب حقيبتها، سرق المعاش وهاتفها ثم جلس بجوار الجثة يتعاطى المخدرات والعقاقير حتى شروق الشمس في مشهد صامت دام أكثر من 6 ساعات وكأن شيئًا لم يحدث

ابلغ والدتة- "أختك ماتت يا أمي"

عند الصباح أجرى اتصالًا بأمه قائلاً بجفاف: "أختك ماتت يا أمي" لم يذكر أنه هو من أنهى حياتها، بل قدّمها كخبر عابر لمكالمة لم تستغرق دقيقة واحدة

قريبة أخرى تلقت اتصالًا مماثلًا، هرعت هي وزوجها إلى شقة العمة ليجدا جثمانها مغطى بملاءة على الأرض ومحمد واقفًا مضطربًا يرتعش ويتصبب عرقًا، التفاصيل بدت غير منطقية، فالهاتف مفقود، الحقيبة فارغة، ومحمد يُصر على دفن الجثة بسرعة دون حتى تقرير طبي

زوج القريبة اتخذ القرار الصحيح: "مش هنعمل أي خطوة قبل ما تيجي الشرطة"

البلاغ وصل للعميد محمد ربيع رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، وانتقل مع قوة إلى المكان، وتولى الرائد يوسف رشوان رئيس مباحث قسم إمبابة التحقيق، وبدأت الخيوط تتضح بسرعة

الجارة التي لاحظت وجود محمد مساءً، قالت إنه غادر العقار الساعة 7 صباحًا ثم عاد مع والديه، وهو ما يتناقض مع روايته، ثم جاء الدليل القاطع من تفريغ المكالمات، حيث ثبت أنه اتصل من هاتف خالته الميتة ليبلغ والدته بخبر الوفاة

"حطيت لها من القطرة في الميّة ولما وقعت سرقتها وقعدت أشرب وأتعاطى جنبها"

لم يصمد طويلًا، انهار في التحقيقات واعترف بجريمته كاملة وقال: "حطيت لها من القطرة في الميّة ولما وقعت سرقتها وقعدت أشرب وأتعاطى جنبها"

المبلغة أكدت أن الضحية كانت تُحسن إلى محمد رغم علمها بسرقته لها سابقًا، لكنها سامحته واعتبرته كابن، لكنه غدر بها وقتلها لأجل 6 آلاف جنيه

الشرطة ألقت القبض عليه فورًا، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات تمهيدًا لإحالته إلى محكمة الجنايات ليُحاسب على جريمة لا تشبه إلا الشياطين

هكذا انتهت حياة امرأة بريئة على يد من اعتبرته ابنًا وختمت قصتها بقطرة غدر في كوب ماء وثقة لم تكن في موضعها