الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

المنوعات

تحت شعار ”سنتجسس على الجميع”.. الصين تطوّر أصغر طائرة مسيّرة في العالم بحجم بعوضة لأغراض المراقبة

طائرة التجسس الباعوضة الصينية
-

كشفت تقارير إعلامية عن ابتكار صيني جديد يتمثل في طائرة مسيّرة (درون) بحجم بعوضة صُممت لبطائرة الجديدة خصيصًا لأغراض المراقبة والاستطلاع العسكري وأعمال التجسس ما أثار حالة من القلق والتساؤلات حول مستقبل الخصوصية والأمن السيبراني علي مستوي العالم.

تكنولوجيا دقيقة بحجم الحشرات

الدرون الجديدة التي يمكن وصفها بأنها "الأصغر في العالم"، تأتي مزودة بكاميرات فائقة الصغر وأجهزة إرسال متقدمة تتيح لها نقل الصوت والصورة لحظة بلحظة وذلك دون أن يتم كشفها بسهولة بسبب حجمها الصغر للغاية وصوتها الذي يكاد لا يُسمع مما يجعلها مثالية لعمليات التجسس في البيئات المدنية والعسكرية حسب المهمة الموكله لها.

"البعوضة الجاسوسة".. سلاح استخباراتي جديد

وبحسب تقارير تقنية، فإن الدرون تحاكي في حركتها طيران الحشرات بكل تفاصيلها حيث يمكنهاالدخول إلى الغرف المغلقة ومراقبة الأهداف عن كثب دون أن تثير الشكوك بها وهو ما يجعلها تهديدًا مباشرًا لأي منشأة حساسة سواء كانت حكومية، أو عسكرية، أو حتى عمليات خاصة.

وتُظهر لقطات عملية للطائرة وهي تحلّق بخفة بين الجدران وتتجاوز العقبات الدقيقة فيما تواصل التقاط الصور وبث الفيديو في الوقت الفعلي بكل دقة مستخدمةً تقنية ذكاء اصطناعي لتحديد الأهداف ومتابعتها بشكل تلقائي .

مخاوف دولية متزايدة

الاختراع الجديد أثار موجة من التحذيرات الدولية خصوصًا من قبل عدة دول غربية ترى أن مثل هذه التقنيات قد تُستخدم ليس فقط في المجال العسكري ، ولكن أيضًا في التجسس على شخصيات عامة و مراقبة منشآت استراتيجية بما يُشكّل خرقًا خطيرًا للأعراف الدولية والقوانين الخاصة بالخصوصية وحماية الأفراد.

ويمتد أيضًا القلق إلى المدنيين، إذ يمكن استخدام الطائرة داخل المنازل أو مقرات الشركات دون معرفة أصحابها مع استحالة ملاحظتها أو حتى التمييز بينها وبين الحشرات العادية المعروفة.

جزء من استراتيجية عسكرية شاملة

تأتي هذه الخطوة في إطار ما يُعرف بـ"الحرب غير التقليدية"، حيث تسعى الصين إلى تعزيز قدراتها في مجال الحروب السيبرانية وحروب المعلومات، إلى جانب التفوق في صناعة الطائرات المسيّرة بأنواعها، من الضخمة إلى الدقيقة وهو ما يتماشى مع استراتيجية "التنين الصامت" التي تعتمد على السيطرة الهادئة عبر أدوات تكنولوجية متطورة وغير تقليدية.

سباق التسلح التكنولوجي العالمي يُطرح سؤال ملح: إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه التقنيات في اختراق حياتنا اليومية؟

في ظل سباق التسلح التكنولوجي العالمي، يُطرح سؤال ملح: إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه التقنيات في اختراق حياتنا اليومية؟ وهل نحن مستعدون فعلًا للتعامل مع طائرة بحجم بعوضة قد تنقل معلوماتنا الخاصة إلى أجهزة استخباراتية على بعد آلاف الكيلومترات؟

الدرون الصيني الجديد ليس مجرد إنجاز تقني، بل بداية فصل جديد من فصول المراقبة العالمية، حيث قد لا يعود بالإمكان الوثوق بأنك وحدك في غرفتك أو في اجتماع سري، فربما هناك "بعوضة" تراقب وتبث كل شيء.. دون أن تدري.