طرد سيدة سودانية من قرية نوبية في أسوان بعد اتهامها ببيع الخمور وممارسة أعمال منافية للآداب

أثارت واقعة طرد سيدة سودانية من منزل تعبش فيه بمحافظة اسوان تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أبناء محافظات الجنوب حيث شهدت قرية أرمنا النوبية بمحافظة أسوان حادثة طرد سيدة سودانية تُدعى كوثر من القرية بعد اتهامات لها بممارسة سلوكيات وُصفت بأنها منافية للأخلاق العامة وقيامها ببيع الخمور داخل منزلها المستأجر في القرية وهو ما رآه أهالي القرية خرقًا لتقاليدهم النوبية الراسخة بحسب تعبيرهم
تفاصيل الواقعة بعد تزايد الشكوك حول طبيعة نشاط السيدة داخل منزل السيدة كوثر والذي كانت تستأجره في أحد أحياء القرية حيث اشتبه عدد من الأهالي في وجود زوار متكررين في ساعات مختلفة من اليوم وسلوكيات غير معتادة ما دفعهم لاتخاذ خطوة جماعية بمداهمة المنزل بأنفسهم دون انتظار تدخل الجهات الأمنية في واقعة تعتبر فريده من نوعها
عثرالأهالي داخل المنزل عقب إقتحامة على زجاجات خمور وبيرة وهو ما اعتبروه دليلًا قاطعًا على صحة الشكوك التي تثار حول السيدة كوثر مما دفعهم إلى تحطيم الزجاجات وسكب محتوياتها في الشارع وذلك قبل أن يطالبوا السيدة المستأجرة بمغادرة المنزل و القرية على الفور
خروج السيدة كوثر من منزلها مصحوبة بحقائبها وأغراضها وسط تجمهر عدد من سكان القرية
وانتشرت علي مواقع التواصل الأجتماعي صور توثق لحظة خروج السيدة كوثر من منزلها مصحوبة بحقائبها وأغراضها وسط تجمهر عدد من سكان القرية الذين وجّهوا إليها تحذيرات شديدة اللهجة كما دعوا سكان القرى المجاورة لعدم استضافتها حفاظًا على ما وصفوه بالقيم الأخلاقية والتقاليد العريقة المعروفة للمجتمع النوبي
جدل على مواقع التواصل الاجتماعي
في المقابل أثارت الواقعة موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين لما فعله أهالي القرية بحجة الحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية وبين منتقدين لما وصفوه بأنه تصرّف غير قانوني واستعلاء على خلفية الهوية والجنسية لا يليق بعراقة أهل النوبة وتراثها وتاريخها الطويل
علي جانب اخر وفي ذات السياق أصدرت بيانًا رسميًا أعربت فيه عن رفضها التام لأي سلوكيات مسيئة أو خارجة عن تقاليد المجتمعات التي تحتضن أبناء السودان في الخارج وأكدت في الوقت ذاته على أهمية احترام القوانين والعادات المحلية للمجتمعات التي تستضيف السودانيين
تصرفات فردية لا تمثل عموم السودانيين
وأكد بيان الجالية السودانية أنها تتابع الواقعة بكامل الاهتمام مشددة على أن تصرفات فردية لا تمثل عموم السودانيين في مصر كما طالبت أبناء الجالية بعدم الدخول في مواجهات والالتزام بما يحفظ الصورة المشرفة للشعب السوداني المقيم في الأراضي المصرية
علي جانب آخر طالب عدد من النشطاء والقانونيين على منصات التواصل بفتح تحقيق رسمي في الواقعة لكون ما حدث يمثل شكلًا من أشكال التعدي خارج إطار القانون- كما حذروا من خطورة أن يتم ترك الأمور بيد المواطنين دون تدخل رسمي من الدولة مما قد يفتح الباب أمام تكرار سيناريوهات مشابهة بحق فئات أخرى بدوافع أخلاقية أو دينية غير حقيقية
مكان محاسبة المخالفين هو ساحات القضاء لا الشوارع
ورغم أن البعض رأى في طرد السيدة رسالة مجتمعية تعكس الرفض الشعبي لأي مظاهر خارجة عن القيم إلا أن آخرين عبّروا عن قلقهم من طريقة التنفيذ وما رافقها من تشهير علني وانتهاك لخصوصية فرد بغض النظر عن مدى صحة الاتهامات من عدمها مؤكدين أن مكان محاسبة المخالفين هو ساحات القضاء لا الشوارع
مواقف جماعية سريعة تجاه أي تصرفات تُفهم بأنها خارجة عن السياق العام لاهل النوبة
يُشار إلى أن المجتمع النوبي يُعرف منذ عقود بتمسكه بالتقاليد المحافظة وروح التماسك الاجتماعي وهو ما يعزز من مواقف جماعية سريعة تجاه أي تصرفات تُفهم بأنها خارجة عن السياق العام إلا أن الحادث الأخير يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول علاقة المجتمعات المحلية بالغرباء ومدى الحاجة إلى ترسيخ قيم العدالة القانونية دون الوقوع في فخ العنصرية أو التنمر المجتمعي
وتبقى الواقعة محل جدل يتخطى حدود أسوان ليصل إلى مشهد أوسع يتداخل فيه القانون بالعادات وتلعب فيه وسائل التواصل دورًا رئيسيًا في صناعة الرأي العام وتوجيهه نحو تساؤلات لا تتوقف عند من المخطئ وإنما كيف نتعامل مع الخطأ حين يقع