الحرب الإيرانية الإسرائيلية تلتهم الاقتصاد الإسرائيلي: مليار دولار يوميًا تكلفة الحرب

كشفت تقارير اقتصادية أن تكلفة الحرب تجاوزت حاجز المليار دولار يوميًا، ما يهدد ميزانية 2025 ويطرح تساؤلات حول استدامة المواجهة وتأثيرها علي شعوب البلدين
وقال العميد الاحتياطي بالجيش الإسرائيلي ريم أميناخ المستشار المالي السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل تنفق قرابة 725 مليون دولار يوميًا في العمليات العسكرية المباشرة فقط، دون احتساب الأضرار غير المباشرة والخسائر في البنية التحتية والقطاع المدني.
نفقات مهولة منذ اليوم الأول: 1.45 مليار دولار في 48 ساعة
وقال ريم أميناخ في تصريحات نشرها موقع Ynet News وموقع Economic Times، أكد أميناخ أن إسرائيل أنفقت في اليومين الأولين من الحرب أكثر من 1.45 مليار دولار، شملت الهجمات الجوية على إيران وتكاليف الذخائر المتطورة إضافة إلى نشر قوات الاحتياط وتفعيل منظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية".
وبلغت تكلفة الطلعات الجوية والذخائر المستخدمة في الضربة الافتتاحية على إيران حوالي 593 مليون دولار بينما ذهب المبلغ المتبقي إلى الجوانب الدفاعية والتعبئة العسكرية.
خفض توقعات النمو وعجز يهدد ميزانية الدولة
وكانت إسرائيل قد خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد لعام 2025 من 4.3% إلى 3.6%، كما أبقت على سقف العجز عند 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي (ما يعادل 27.6 مليار دولار)، وسط تحذيرات من تجاوز هذا السقف.
وتشير التقارير إلى أن احتياطي الطوارئ المالي تم استهلاكه جزئيًا خلال حرب غزة الأخيرة، وبالتالي فإن ميزانية الطوارئ الحالية لا تغطي التكاليف الباهظة للصراع مع إيران، مما سيجبر الحكومة على مراجعة بنود الميزانية وزيادة الديون.
استمرار القصف ومخاوف من تصعيد إقليمي شامل
بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية، لا تزال العمليات العسكرية مشتعلة - إذ واصلت إيران وإسرائيل تبادل الضربات الجوية والصاروخية لليوم الخامس على التوالي، مما دفع مراقبين إلى التحذير من انزلاق الأوضاع نحو حرب إقليمية واسعة النطاق، خاصة مع تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا إلى إخلاء العاصمة الإيرانية طهران فورًا.
الوسطاء يدخلون على خط الأزمة.. ولكن بلا نتائج
وفي نفس السياق ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران بعثت برسائل تهدئة إلى إسرائيل عبر وسطاء عرب، معربة عن استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي بشرط توقف العمليات العسكرية وعدم مشاركة واشنطن فيها.
ورغم هذه الرسائل، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات نوعية، وتعتبر أن الوقت مناسب لإضعاف البرنامج النووي الإيراني، لا سيما بعد مقتل عدد من كبار قادة سلاح الجو الإيراني في الضربات الأخيرة.
الخسائر المدنية في تل أبيب والداخل الإسرائيلي
ومع استمرار القصف الإيراني - تعرضت مناطق واسعة من تل أبيب لأضرار مباشرة، بما في ذلك دمار في المباني السكنية والبنية التحتية، ما زاد من العبء الاقتصادي على الحكومة والمواطنين.
كما شهدت الأسواق الإسرائيلية تراجعًا في مؤشرات الثقة- وارتفاعًا في أسعار الوقود والغذاء- وسط هلع جماعي دفع مئات الإسرائيليين إلى الهروب بحرًا نحو قبرص عبر يخوت صيد صغيرة مقابل آلاف الدولارات- وفق ما كشفته صحيفة "هآرتس".