الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

الصين وروسيا وباكستان والحرب الإيرانية الإسرائيلية 2025.. تحالفات هادئة وخطوط حمراء

الحرب الإيرانية الإسرائيلية
تقرير يكتبة صلاح توفيق -

لاشك ان الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران تعتبر واحدة من أكثر المواجهات تعقيدًا على الساحة الدولية في عام 2025، لما لها من تداعيات جيوسياسية واقتصادية واسعة النطاق علي العالم أجمع .ففي الوقت الذي تتبادل فيه طهران وتل أبيب الضربات العسكرية، تترقب قوى كبرى مثل روسيا والصين وباكستان تطورات الأزمة، وتحاول كل دولة أن تحافظ على توازن حساس بين دعم الحلفاء وتجنب الانخراط المباشر في الصراع العسكري .

الموقف الروسي: دعم ضمني لإيران وتحذير من التورط الغربي

وملخص الموقف الروسي جاء علي لسان وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي وجاء فية أن موسكو تتابع "بقلق بالغ" التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، داعية الطرفين إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار غير أن التصريحات الصادرة من الكرملين حملت نبرة تحذير للغرب، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة وهو مابحدث حاليا من حشد مريكي قيل انه لحماية المصالح الأمريكية في المنظقه.

روسيا وعلاقات معقدة بدولة الأحتلال ومخاوف من توسيع النفوذ الأمريكي

ةتحدد روسيبا موقفها وغفا لعدة معطيات يمكن تلخيصها في النقاط التالية

اولا روسيا حليف استراتيجي لإيران منذ سنوات، خاصة في سوريا ومجال الطاقة.

ثاني هذه المعطيات ان موسكو تدرك تماما أن انهيار إيران سيؤدي إلى نفوذ أمريكي أكبر على حدودها الجنوبية.

و تحاول روسيا الابتعاد عن مواجهة مباشرة مع إسرائيل، التي تربطها بها علاقات اقتصادية معقدة.

تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، بأن "موسكو ترفض محاولات فرض حل عسكري وتدعم احترام سيادة الدول اعتبرها المراقبون رسالة مزدوجة لكل من إسرائيل وواشنطن.

موقف الصين: دبلوماسية اقتصادية ونفوذ متوازن في الخليج

أما دولة الصين الذي يعول الكثيرين علي موقف واضح لها فهي تستثمر مليارات الدولارات في البنية التحتية والطاقة في الخليج وإيران فقد اختارت لغة دبلوماسية دقيقة في تعليقاتها على الحرب حيث أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين "تشعر بالقلق من التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنها لم تُدن أي طرف بشكل مباشر، مفضلة التركيز على استقرار أسواق النفط والتجارة الإقليمية التي تحوز علي اهتمامها .

وينطلق الموقف الصيني معتكدا غلي عدة عوامل اهمها

  • الصين شريك اقتصادي رئيسي لإيران، ومستورد كبير للنفط الإيراني.

  • كما تسعى بكين لتجنب أي اضطراب في طرق التجارة أو إمدادات الطاقة عبر الخليج خفاظا علي مصالحها.

  • في الوقت نفسة ايظا ترتبط بعلاقات اقتصادية متنامية مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا.

وتعتبر مبادرة الحزام والطريق الصينية إحدى الأدوات التي تستخدمها بكين لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط -ما يجعل استقرار المنطقة أولوية استراتيجية بالنسبة لها.

موقف باكستان: رفض المشاركة وتحذير من "إسلاموفوبيا إقليمية"

أما فيما يخص دولة كباكستان، فقد أصدرت موقفًا واضحًا برفض الانحياز لأي طرف، حيث دعت الخارجية الباكستانية إلى "تغليب صوت العقل ووقف الحرب فورًا"، مع التأكيد على دعم القضية الفلسطينية ورفض التصعيد ضد دولة مسلمة مجاورة.

وخلال تصريحات صحفية، شدد وزير الخارجية الباكستاني بلاول بوتو زرداري على أن "الحرب بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى كارثة إقليمية، وستؤجج مشاعر الكراهية الطائفية في عموم العالم الإسلامي".

وينطلق الموقف الباكستاني معتمدا علي عدد من العوامل وعي

  • أن إسلام آباد ترتبط بعلاقات أمنية مع إيران، وحدود مشتركة حساسة.

  • كما انها في المقابل تسعى للحفاظ على علاقاتها المتينة مع الخليج والغرب.

  • كما انه تتحول باكستان إلى ساحة صراع بالوكالة في حال امتدت الحرب.

ورغم الضغوط الداخلية من الجماعات الإسلامية لدعم إيران فإن المؤسسة العسكرية الباكستانية تتمسك بالحياد الاستراتيجي، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الهش في البلاد.

التحالفات الدولية: هل تتوسع الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتغيّر خارطة التحالفات؟

يري المراقبون والمتخصصون في الشان السياسي أن مواقف الصين وروسيا وباكستان يعكس تحالفات مرنة لا تعني تأييدًا عسكريًا مباشرًا بل تهدف للحفاظ على النفوذ الإقليمي وضمان الاستقرار في مناطق النفوذ الخاصة بكل منهما .

ورغم أن هذه الدول لا تدعم الهجوم الإسرائيلي، فإنها تتجنب الانجرار إلى معركة مفتوحة قد تؤثر على مصالحها الاستراتيجية سواء في مجال الطاقة أو التجارة أو الأمن القومي.