الموساد يضرب أيران من الداخل: طائرات مسيّرة أُطلقت من داخل إيران -- تفاصيل

كشفت تقارير إعلامية وعسكرية عن تنفيذ جهاز "الموساد" الإسرائيلي لعملية نوعية داخل العمق الإيراني - تم خلالها إطلاق طائرات مسيّرة من داخل الأراضي الإيرانية نفسها استهدفت مواقع عسكرية شديدة الحساسية في العاصمة طهران ومحيطها.
وأظهرت مقاطع بثّها الجيش الإسرائيلي لمجموعة عناصر من وحدات خاصة تقوم بتجهيز وإطلاق طائرات بدون طيار من نقاط تمركز داخل إيران، ضمن خطة دقيقة تضمنت تهريب مكونات الطائرات على شكل شحنات تجارية وتخزينها في الداخل الإيراني حيث أعاد عملاء ميدانيون تجميعها وتشغيلها.
العملية جاءت نتيجة سنوات من التخطيط والتدريب الاستخباراتي الدقيق
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن تلك العملية المعقدة جاءت نتيجة سنوات من التخطيط والتدريب الاستخباراتي الدقيق حيث تمكنت إسرائيل من تهريب مئات القطع والمكونات التي تُستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة، وتم إيصالها إلى الداخل الإيراني عبر وسطاء تجاريين غير مدركين لطبيعة المواد، ثم جرى تجميعها على أيدي عملاء محليين تلقوا تدريبات خاصة في دول ثالثة.
نشر وحدات صغيرة قرب مواقع الدفاع الجوي الإيراني
ووفقًا للمصادر، فإن إحدى أهم مراحل هذه العملية كانت نشر وحدات صغيرة قرب مواقع الدفاع الجوي الإيراني - قامت بمهاجمة هذه المواقع فور انطلاق العملية، مما شلّ قدرات الرصد، وأفسح المجال لبقية الطائرات المسيّرة كي تضرب أهدافها بنجاح، من بينها منصات إطلاق صواريخ تحت الأرض ومخازن عسكرية في قلب طهران.
توصيل طائرات مسيّرة عبر شاحنات مدنية إلى مقربة من أهداف حساسة قبل إطلاقها
ويشبّه خبراء هذه العملية بعمليات نفذتها أوكرانيا ضد روسيا، حين قامت بتوصيل طائرات مسيّرة عبر شاحنات مدنية إلى مقربة من أهداف حساسة قبل إطلاقها وهو ما يُطلق عليه في علم الحروب الحديثة "التكتيك الثوري غير المتناظر"، حيث تُستخدم الموارد المدنية لتقويض القدرات العسكرية للعدو من داخله.
الخبير الإيراني في الشؤون العسكرية فرزان ثابت، المقيم في جنيف، علّق على الحدث قائلًا
"نقل الطائرات المسيّرة على شكل مكونات، وتجميعها داخل أراضي العدو، يمنحها ميزة استراتيجية كبرى مما يجعل من رصدها أمرًا بالغ الصعوبة وهوالأمر الذي بنية الأمن القومي الإيراني في العمق."
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إيران تعمل على تطوير نظام دفاع جوي متعدد الطبقات بقدرة 360 درجة، يشمل تقنيات متقدمة للتشويش وإسقاط الطائرات المسيّرة، لا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.
عنصر المفاجأة كان المفتاح الأساسي لنجاحها
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية، واصفًا إياها بأنها "نقطة تحول في المعركة مع إيران"، مؤكدًا أن عنصر المفاجأة كان المفتاح الأساسي لنجاحها ومشيدًا بقدرات "الموساد" على التسلل، التخطيط، والتنفيذ داخل أكثر المناطق تعقيدًا من الناحية الأمنية في الشرق الأوسط.
ويشير مراقبون إلى أن هذه العملية ترسم ملامح مرحلة جديدة من الصراع بين تل أبيب وطهران، حيث تتراجع المواجهات التقليدية لتحل محلها حروب غير تقليدية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، الطائرات المسيّرة، والعمليات الميدانية الدقيقة.
كما يرى البعض أن هذه الضربة المركبة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية كبرى، وقد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة، خاصة إذا ما ردّت طهران بعمليات مشابهة أو اعتمدت على أذرعها الإقليمية مثل حزب الله أو الحوثيين لتنفيذ ضربات انتقامية.
أطلاق طائرات مسيّرة من داخل إيران نفسها، تُعد تحولًا جذريًا في نمط المواجهة بين الجانبين
العملية الإسرائيلية التي اعتمدت على إطلاق طائرات مسيّرة من داخل إيران نفسها، تُعد تحولًا جذريًا في نمط المواجهة بين الجانبين. ومع اعتراف تل أبيب ضمنيًا بتنفيذها - فإن قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط تدخل فصلًا جديدًا أكثر تعقيدًا يهدد بفتح الباب على مصراعيه لحروب استخباراتية داخلية، قد تُعيد رسم خارطة الصراع في الإقليم لعقود مقبلة.