القواعد الأمريكية في الخليج تحت التهديد: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تُشعل مخاوف المواجهة الإقليمية

مع تصاعد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل إلى مستوى غير مسبوق، بدأت الأنظار تتجه بقوة نحو القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في دول الخليج العربي باعتبارها أهدافًا محتملة للضربات الإيرانية في حال تطورت الأزمة إلى حرب إقليمية مفتوحة. هذا التهديد لا يأتي من باب التحليل فقط، بل جاء على لسان مسؤولين إيرانيين صراحة، حيث أكدت طهران أنها لن تتردد في استهداف أي منشأة أمريكية في المنطقة إذا ثبت تورط واشنطن في دعم العمليات الإسرائيلية الأخيرة.
رسائل رسمية إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا
إيران التي تشن منذ يومين هجمات مكثفة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على العمق الإسرائيلي، بعثت برسائل رسمية إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تحذر فيها من مغبة تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر لإسرائيل، مؤكدة أنها سترد على ذلك باستهداف منشآتهم وقواعدهم العسكرية في الخليج.
طهران ترىأن هذ ه القواعد تهديدًا دائمًا لأمنها القومي
ويُعد الوجود العسكري الأمريكي في دول مثل قطر والبحرين والكويت والإمارات والسعودية أحد أبرز النقاط التي تثير قلق طهران منذ سنوات، حيث ترى فيه تهديدًا دائمًا لأمنها القومي. القاعدة الأمريكية في "العديد" بقطر، والتي تُعد من أكبر قواعد القوات الجوية الأمريكية في المنطقة، تمثل على وجه الخصوص هدفًا استراتيجيًا بالنسبة لإيران، نظرًا لدورها في تنسيق عمليات التحالف الأمريكي في الشرق الأوسط.
دول الخليج تجد نفسها في قلب صراع مسلح لا ترغب أي منها في التورط فيه
وفي حال قررت إيران توسيع نطاق عملياتها لتشمل القواعد الأمريكية في الخليج، فإن ذلك من شأنه أن يفتح باب الحرب الإقليمية على مصراعيه، ويُدخل دول الخليج في قلب صراع مسلح لا ترغب أي منها في التورط فيه. خاصة أن هذه الدول تستضيف هذه القواعد ضمن اتفاقيات دفاعية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تحتفظ بعلاقات دبلوماسية متفاوتة مع إيران، وتخشى من تحول أراضيها إلى ساحة معركة بالوكالة.
التهديدات الأيرانية والابعاد الأقتصادية
التهديدات الإيرانية لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب بلتمتد لتشمل أيضًا أبعادًا اقتصادية واستراتيجية أوسع، أبرزها أمن الممرات البحرية وخصوصًا مضيق هرمز الذي تمر منه نسبة كبيرة من صادرات النفط الخليجية. أي استهداف للقواعد أو البنية التحتية النفطية في الخليج قد يؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة، ورفع أسعار النفط عالميً اوبالتالي دفع المنطقة إلى أزمة اقتصادية خانقة تتسبب في خاسائر تقدر بالمليارات
قواعد امريكا في الخليج تتحول من الحماية إلى عبء سياسي وأمني
من جهة أخرى، فإن التواجد الأمريكي في الخليج قد يتحول من عنصر حماية إلى عبء سياسي وأمني في حال اندلاع مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران. فالولايات المتحدة باتت أمام معادلة صعبة: إما أن تواصل التزامها بدعم حليفها الاستراتيجي إسرائيل، وهو ما قد يُشعل مواجهة مفتوحة مع إيران أو تنأى بنفسها عن التصعيد لحماية مصالحها في الخليج، وهو خيار قد يضر بعلاقاتها مع تل أبيب ويُضعف صورتها كحليف موثوق.
استعدادات الدول الخليجية لأي سيناريو محتمل
في هذا السياق، بدأت بعض الحكومات الخليجية بإجراء مراجعات أمنية داخلية استعدادًا لأي سيناريو محتمل مع تشديد الحماية على المنشآت الحيوية والمواقع العسكرية، إلى جانب فتح قنوات اتصال غير مباشرة مع طهران لاحتواء أي تصعيد محتمل على أراضيها.
ومع استمرار القصف الإيراني لإسرائيل وارتفاع نبرة التهديدات الموجهة للولايات المتحدة، يبقى الوجود العسكري الأمريكي في الخليج تحت المجهر، ليس فقط من الجانب الإيراني، بل أيضًا من قبل شعوب المنطقة التي تخشى من أن تتحول بلادها إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
كل قاعدة أمريكية في المنطقة هدفًا محتملًا في صراع
فإن الحرب الإيرانية الإسرائيلية لا تُهدد فقط أمن إسرائيل أو مصالح إيران- بل تمثل خطرًا حقيقيًا على أمن الخليج واستقراره، وتجعل من كل قاعدة أمريكية في المنطقة هدفًا محتملًا في صراع لا يبدو أنه سينتهي قريبًا.