تهدئة أيرانية
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بطلب من إيران بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة على أراضيها

قال مصدر مطلع في منظمة الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعًا طارئًا بعد ظهر الجمعة بطلب عاجل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت منشآت ومواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية.
تفاصيل الاجتماع الطارئ في نيويورك
وأوضح المصدر الأممي، وفق ما نقلته وكالات الأنباء العالمية اليوم أن الجلسة ستُعقد في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت نيويورك (العاشرة مساءً بتوقيت موسكو)، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي وُصف بـ"الخطير والاستفزازي"، والذي قد يفتح الأبواب أمام تصعيد إقليمي واسع النطاق.
طلب إيراني رسمي إلى مجلس الأمن
وفي وقت سابق من صباح الجمعة قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (IRNA) أن البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة وجهت رسالة عاجلة إلى رئاسة مجلس الأمن، تطالب فيها بإدانة دولية للهجمات الإسرائيلية، وعقد جلسة طارئة لبحث انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية.
وذكرت البعثة في رسالتها أن "استهداف منشآت حيوية إيرانية في عملية عسكرية مبيتة لا يمثل فقط عدوانًا على دولة ذات سيادة، بل أيضًا تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين".
الضربات الإسرائيلية: موجات متلاحقة وأهداف استراتيجية
وكانت إسرائيل قد شنت منذ فجر الجمعة نحو 6 موجات من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية ومراكز أبحاث ومنشآت نووية إيرانية، في هجوم وُصف بأنه الأكبر من نوعه منذ عقود. وأكدت التقارير استهداف منشأة "نطنز" النووية الشهيرة، إلى جانب قاعدة عسكرية شمال غرب البلاد، وبعض منشآت التخصيب في "فوردو".
ورغم نفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرّض المنشآت النووية لأضرار بالغة، أعلنت السلطات الإيرانية في بيان لاحق أن منشأة نطنز تعرّضت لأضرار مادية ملموسة نتيجة القصف، ما يعكس تناقضًا في الروايات ويزيد من غموض الموقف على الأرض.
خسائر بشرية فادحة في صفوف القادة العسكريين الإيرانيين
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين أن ما لا يقل عن 20 قائدًا عسكريًا رفيعًا قُتلوا في الغارات، من بينهم:
-
رئيس هيئة الأركان الإيرانية
-
قائد الحرس الثوري الإيراني
-
قائد القوة الصاروخية الاستراتيجية
ويُعد هذا الحدث ضربة قاسية للبنية العسكرية الإيرانية، وسط تأهب غير مسبوق في طهران وانتظار رسمي للرد المناسب.
رد إيراني مرتقب ومخاوف من تصعيد واسع
وعلى الأرض، تشهد طهران ومدن إيرانية أخرى تعبئة سياسية وعسكرية، وسط تهديدات واضحة من القيادة الإيرانية بأن "الرد سيكون قويًا ومزلزلًا، وسيجعل العدو يندم على فعلته"، بحسب تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
من جهتها، دعت دول كبرى مثل روسيا والصين إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد، بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت الرسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، رغم اتهامات مباشرة من طهران بأن الهجوم لم يكن ليحدث بدون "الضوء الأخضر الأميركي".
إيران تنقل المعركة إلى الدبلوماسية الدولية
بهذا الطلب العاجل لاجتماع مجلس الأمن، يبدو أن إيران تحاول حشد موقف دولي رسمي يُدين إسرائيل، بينما تستعد داخليًا للرد العسكري والسياسي في حال فشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم.