الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

مأساة على الهواء.. عابر جنسي ينهي حياته من الطابق 13 في بث مباشر على تيك توك بتركيا

متحول تركي
-

شهدت مدينة أدرنة التركية فاجعة إنسانية هزت منصات التواصل الاجتماعي، حيث أقدم شخص عابر جنسياً على إنهاء حياته بالقفز من الطابق الثالث عشر خلال بث مباشر عبر تطبيق تيك توك، وسط حالة من الذهول والحزن الشديد التي انتابت المتابعين.

وبحسب ما وثقته اللقطات، فقد بدأ البث قبل دقائق من الواقعة، حيث ظهر الشخص وهو يتحدث بمرارة عن معاناته النفسية والاجتماعية الناتجة عن نبذه من أسرته والمجتمع، قائلاً بصوت مخنوق بالدموع: "لقد حرموني من حقي في الحياة، حتى عائلتي تخلت عني.. أعيش في مجتمع لا يرى سوى الشكليات ولا يعترف بنا كبشر".

المتابعين حاولا منعة والبث انقطع فجأة

تفاعل المتابعون مع البث كان عاجلاً، حيث حاول العديد منهم ثنيه عن قراره بالتعليقات مثل "لا تفعل" و"نحن هنا معك" و"أنت لست وحدك"، لكن البث انقطع فجأة بعد لحظة صمت مشؤومة تلاها صراخ مدوٍّ، ما أكد وقوع الحادثة المأساوية.

وفور انقطاع البث، سارعت قوات الأمن والطوارئ التركية إلى مكان الحادث وفتحت تحقيقاً عاجلاً في ملابسات الواقعة. ورغم انتشار الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل، امتنعت الجهات الرسمية عن الكشف عن هوية الضحية، احتراماً لخصوصية العائلة وسرية التحقيقات الأولية.

النهاية المؤلمة لشخص سحقه رفض المجتمع"، مطالبين بتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لفئات المهمشين

وأثارت هذه المأساة موجة من التعاطف والصدمة في المجتمع التركي والعربي، حيث عبّر الكثير من النشطاء عن حزنهم العميق لما وصفوه بـ"النهاية المؤلمة لشخص سحقه رفض المجتمع"، مطالبين بتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لفئات المهمشين، لا سيما العابرين جنسياً الذين يواجهون تحديات قاسية في مجتمعات لا تزال ترفض الاعتراف الكامل بحقوقهم.

نقاش مجتمعي واسع حول قضايا الهوية الجنسية والصحة النفسية

منظمات حقوق الإنسان بدورها دعت إلى فتح نقاش مجتمعي واسع حول قضايا الهوية الجنسية والصحة النفسية، وضرورة توفير الدعم والرعاية لمن يشعرون بالنبذ أو الاضطهاد، في ظل تزايد حالات الانتحار المرتبطة بالعزلة والتمييز.

ويأتي هذا الحادث المؤلم ليذكّر بأهمية وجود منظومة دعم نفسي حقيقية وقنوات تواصل آمنة لمن يعانون في صمت، ويؤكد أن الإهمال المجتمعي يمكن أن يكون سبباً مباشراً في فقدان أرواح كان يمكن إنقاذها بكلمة أو حضن أو اعتراف بإنسانيتها.