الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

موقع عبري يكشف تفاصيل معركة إسرائيل القادمة في سوريا ودور قطر وتركيا الملتبس بعد سقوط نظام الأسد

قصف أسرائيلي علي سوريا
-

نشر موقع "واللا" العبري تقريرًا مثيرًا للجدل حول ما وصفه بـ"المعركة القادمة لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الجبهة السورية قد تعود لتكون ساحة المواجهة الأكثر خطورة في المرحلة المقبلة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. التقرير أشار إلى أن إسرائيل تتابع بقلق تصاعد النفوذ الإقليمي لقطر وتركيا في الساحة السورية وتعتبرهما لاعبين رئيسيين قد يشكلان تحديًا لمصالحها الاستراتيجية في مرحلة ما بعد الأسد.

الموقع المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أوضح أن كلًا من قطر وتركيا لم تنتظرا نهاية الحرب في سوريا كي تعززا وجودهما السياسي والميداني بل بدأتا منذ سنوات في دعم الجماعات المعارضة للأسد بالسلاح والتمويل وشاركتا بفاعلية في جهود إعادة الإعمار بالمناطق التي خرجت عن سيطرة النظام. ومع التحولات الجذرية التي شهدتها دمشق مؤخرًا وصعود قيادة جديدة برئاسة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني فإن الدولتين باتتا تسعيان للحصول على نصيب مؤثر في مستقبل سوريا السياسي والاقتصادي والأمني.

أسرائيل تعيد حساباتها

ووفقًا للتقرير فإن إسرائيل بدأت تعيد حساباتها بعد أن أدركت أن سقوط النظام السوري القديم لا يعني بالضرورة تحسن أوضاعها الأمنية فقد ساهمت المعارضة المدعومة من قطر وتركيا في إسقاط الأسد ولكنها لا تبدو على وفاق تام مع تل أبيب خاصة في ظل التقارب الظاهر مع أطراف إقليمية مناوئة لإسرائيل على رأسها إيران. الموقع حذر من أن المشهد السوري الجديد قد يفتح الباب أمام تحالفات إقليمية معقدة تقلب التوازنات القديمة التي كانت تلعب لصالح إسرائيل.

قلق إسرائيل من تمدد النفوذ القطري والتركي !!

التقرير أشار كذلك إلى أن واشنطن قررت مؤخرًا رفع العقوبات المفروضة على سوريا في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف لمنح القيادة الجديدة فرصة لإعادة ترتيب الداخل السوري وهو ما زاد من قلق إسرائيل خاصة مع احتمالات تمدد النفوذ القطري والتركي إلى مناطق قريبة من حدود الجولان المحتلة. وفي هذا السياق دعت تل أبيب إدارة ترامب إلى تبني مقاربة أمنية أكثر تشددًا تجاه سوريا الجديدة.

انفتاح علي قوي معادية للاحتلال

تفاعل المتابعون مع التقرير جاء متباينًا حيث رأى بعضهم أن سقوط الأسد يمثل نهاية لمرحلة دموية وأن إسرائيل يمكن أن تجد مصالح مشتركة مع النظام الجديد في مواجهة المشروع الإيراني بينما حذر آخرون من أن دمشق بعد الأسد قد تصبح أكثر انفتاحًا على قوى إقليمية معادية لإسرائيل مما قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

السيناريو القادم في سوريا يبدو معقدًا بحسب التقرير العبري فبينما تطمح قوى المعارضة إلى بناء دولة مستقرة فإن تعدد المصالح الخارجية وسباق النفوذ بين تركيا وقطر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى قد يجعل من الأرض السورية ساحة صراع مفتوح يصعب احتواؤه في المدى القريب.