إسرائيل تشكر أمريكا على ”الفيتو الذهبي”: واشنطن تُجهض قرار وقف إطلاق النار في غزة بمجلس الأمن

في مشهد يعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، مساء الأربعاء، شكره العلني لواشنطن عقب استخدامها حق النقض (الفيتو) لإفشال مشروع قرار أممي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ورفع جميع القيود عن المساعدات الإنسانية.
وقال ساعر عبر منصة "X" (تويتر سابقاً):
"أشكر رئيس الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية على وقوفهما إلى جانب إسرائيل واستخدام الفيتو ضد هذا القرار الأحادي في مجلس الأمن"، معتبرًا أن القرار "لا يخدم سوى تقوية حماس ويقوض الجهود الأمريكية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى".
واشنطن تُسقِط مشروع القرار رغم تأييد 14 دولة
ورغم تصويت 14 دولة من أصل 15 لصالح القرار في جلسة مجلس الأمن، إلا أن استخدام الولايات المتحدة للفيتو أسقط المشروع بالكامل، حيث يتطلب تمرير القرار ألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا).
وكان مشروع القرار المطروح من قبل الدول غير دائمة العضوية يتضمن عدة بنود رئيسية، أبرزها:
-
الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة دون شروط.
-
الرفع الشامل للقيود المفروضة على إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في مختلف مناطق القطاع.
-
الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة.
"أكسيوس": واشنطن أبلغت تل أبيب مسبقًا باستخدام الفيتو
وفي سياق متصل، كشف موقع Axios الأمريكي أن الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين إسرائيليين قبل التصويت بنيتها استخدام الفيتو لإفشال القرار، في إشارة إلى التنسيق الوثيق بين الطرفين.
الموقع أضاف نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن البيت الأبيض يرى في مشروع القرار تهديدًا للمفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى، وأن أي قرار ملزم بوقف إطلاق النار من شأنه أن يعرقل النفوذ الأمريكي على الأطراف المختلفة.
ردود فعل غاضبة من المنظمات الحقوقية
في المقابل، لاقت الخطوة الأمريكية انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وبعض الحكومات، التي اعتبرت الفيتو عقبة جديدة أمام إنهاء المأساة الإنسانية في غزة، حيث يهدد الحصار المستمر ملايين السكان بالمجاعة وتفشي الأمراض.
أولويات واشنطن في المنطقة
استخدام الفيتو الأمريكي يعيد التأكيد على أولويات واشنطن في المنطقة، إذ تراهن على المعادلة الأمنية وتوازنات القوى، بينما تتصاعد المطالب الدولية بوضع حد فوري للعنف واستعادة الحد الأدنى من الحماية الإنسانية لسكان غزة.