حادث دهس يتحول الي شروع في القتل العمد
شاب يبكي في بث مباشر: ”بابا مرمي في الصحراوي”... مأساة إنسانية تكشف إهمالًا لا يُغتفر

في مشهد إنساني هز مشاعر آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر شاب في بث مباشر مؤلم يروي تفاصيل ما وصفه بـ"مأساة والده" الذي تعرض لحادث دهس في الإسكندرية، قبل أن يتحول الحادث إلى جريمة إنسانية تهز الضمير، حيث تم ترك الرجل المصاب في طريق صحراوي مهجور بلا رحمة أو إنسانية.
تفاصيل الواقعة: "بابا اتخبط واترمى"
بدأ الشاب حديثه باكيًا:
"أنا بدرس في سوهاج، وبابا كان في الإسكندرية علشان عملية، ومحدش معاه. اتخبط من ميكروباص وهو ماشي على جنب الطريق".
السائق، الذي تسبب في الحادث، لم يهرب كما جرت العادة، بل توقف ونقل المصاب إلى السيارة، في بادرة خادعة أوحت برغبة في المساعدة. لكن الواقع كان أكثر قسوة، فقد اتجه إلى طريق صحراوي بدلًا من المستشفى، واتصل بأشخاص صعدوا معه السيارة، وهناك قاموا بإنزال الأب المصاب وتهديده بعدم الكلام.
"قالوله: انزل هنا، ولو اتكلمت مش هنسيبك... بابا بس قالهم عايز أروح المستشفى، رفضوا وسابوه".
عناية الله كانت حاضرة
في لحظة فارقة، صادف أحد أمناء الشرطة وجود الأب المصاب في الطريق، ولاحظ آثار الحادث عليه، فسارع إلى تسجيل رقم السيارة والتواصل مع الإسعاف، التي حضرت سريعًا وتمكنت من إنقاذ الرجل ونقله إلى مستشفى قريب، حيث تبين أنه يعاني من إصابات خطيرة في الساق ويحتاج إلى عملية جراحية عاجلة.
نداء يقطّع القلب من الابن
"بابا دلوقتي في المستشفى، وموبايله فصل، وماكانش حافظ غير رقمي. اتصل بيا، وقاللي أطمن الناس، بس أنا قلبي بيتقطع"، هكذا قال الشاب، الذي وجه نداءً عاجلًا من خلال البث لكل الجهات المعنية، مطالبًا بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة الجاني الذي استغل الموقف ليهرب من المسؤولية بطريقة غير إنسانية.
"أنا مش بطلب حاجة، بس اللي عمل كده لازم يتحاسب، علشان اللي حصل مع بابا ميتكررش مع حد تاني".
الواقعة موثقة رسميًا
الواقعة لم تمر مرور الكرام، إذ تم تحرير محضر رسمي برقم 5971 جنح قسم ثاني العامرية، وتضمنت التحقيقات الأولية اتهام السائق الذي يعمل على خط "العامرية - ٢١"، وسط متابعة حثيثة من النيابة العامة.
تفاعل شعبي واسع وضغط شعبي لمعاقبة المتورطين في الجريمة
أثار البث المباشر حالة من الغضب والتضامن الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ "#حق_أبويا" قائمة التريند في مصر خلال ساعات، وسط دعوات بتشديد العقوبة على المتسببين في الحادث، وفتح ملف الإهمال الإنساني والأخلاقي لدى بعض سائقي النقل الجماعي.
جريمة مكتملة الأركان في حق الإنسانية ترقي للشروع في القتل
ما حدث مع والد هذا الشاب لم يكن مجرد حادث مروري، بل جريمة مكتملة الأركان في حق الإنسانية، كشفت كيف قد يتحول المصاب إلى ضحية مرتين: مرة بيد الحادث، ومرة بيد الجبن والإهمال.
في انتظار العدالة، لا تزال صرخة الشاب تتردد في آذان المصريين: