الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

صرخة في وجه القتل والصمت الدولي

بابا الفاتيكان يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ويرثي الأطفال القتلى: ”صرخات الأمهات تصل إلى السماء”

بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر.
-

وجّه قداسة بابا الفاتيكان ليو الأول رسالة أنسانية نداءً عاجلاً خلال عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس، دعا فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورثى بألم بالغ الأطفال الضحايا الذين سقطوا جراء الحرب المستمرة منذ أشهر.

"صرخات الأمهات إلى السماء"

خلال كلمته المؤثرة عبّر البابا عن عميق حزنه لما يحدث في غزة قائلاً:

"في قطاع غزة، تتعالى صرخات الأمهات والآباء، الذين يحتضنون بشدة جثامين أبنائهم القتلى، إلى السماء".

بهذه العبارة الموجعة، وضع بابا الفاتيكان الألم الإنساني في قلب المشهد السياسي، داعياً المجتمع الدولي إلى الاستماع لصوت الضحايا الأبرياء الذين يتساقطون تحت القصف والحصار.

دعوة لاحترام القانون الإنساني الدولي

وفي تصعيد لموقف الفاتيكان من العدوان على غزة، حث البابا كلاً من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، في إشارة واضحة إلى تجاوزات محتملة بحق المدنيين والمناطق السكنية.

وأكد البابا قائلاً:

"أجدد ندائي إلى المسؤولين… أوقفوا القتال. أطلقوا سراح جميع الرهائن. واحترموا القانون الإنساني احتراما كاملا".

نداء يشمل أوكرانيا

ولم تقتصر مناشدة البابا على غزة، بل شملت أيضاً الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث دعا إلى إنهاء العنف هناك، في موقف يعكس اهتمام الفاتيكان المتزايد بالأزمات الإنسانية الدولية.

خلفية التصعيد في غزة

ويأتي هذا النداء البابوي في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، حيث خلّف القصف الإسرائيلي آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، وسط دمار هائل للبنية التحتية، وانقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بشأن استخدام القوة المفرطة، فيما تطالب جهات دولية بفتح تحقيقات عاجلة حول انتهاكات محتملة للقانون الدولي، خاصة مع تزايد أعداد الضحايا من الأطفال والنساء.

موقف إنساني يعيد البوصلة الأخلاقية

يُنظر إلى تدخل البابا ليو كإعادة تأكيد على الدور الأخلاقي للفاتيكان في الدفاع عن الشعوب المقهورة والدعوة إلى السلم والعدالة، في وقت تبدو فيه كثير من الدول عاجزة أو متواطئة مع استمرار العدوان.

ويأتي هذا الموقف في وقت حساس تسعى فيه أطراف دولية إلى التوسط لتهدئة الأوضاع، في ظل انسداد أفق الحل السياسي وارتفاع عدد الضحايا المدنيين بشكل مأساوي.

صرخة إنسانية عالمية في وجه القتل والصمت الدولي

رسالة البابا ليو من قلب الفاتيكان لم تكن مجرد دعوة دبلوماسية، بل صرخة إنسانية عالمية في وجه القتل والصمت الدولي. إنها دعوة لوقف المجازر، لإطلاق سراح الرهائن، وللعودة إلى ضمير العالم الذي غابت عنه العدالة وسط ركام غزة.