هدية فاخرة من قطر لترامب تثير الجدل: قاعدة عسكرية وطائرة بوينج في قلب التحالف الدوحة
أعاد رئيس الوزراء القطري - الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فتح باب الجدل مجددًا بتصريح مثير أدلى به خلال مشاركته في منتدى اقتصادي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة، أكد فيه أن منح قطر طائرة فاخرة من طراز "بوينج 747-8" للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو "أمر طبيعي بين الحلفاء".
قاعدة أمريكية بطواقم كاملة على الأراضي القطرية
ويأتي هذا التصريح في ظل واقع جيوسياسي معقّد في المنطقة، حيث تستضيف قطر على أراضيها قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية، والتي تُعدّ الأكبر للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتضم آلاف الجنود الأمريكيين وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع متقدمة.
القاعدة التي تقع جنوب غرب العاصمة الدوحة، تُستخدم لقيادة وتنفيذ عمليات أمريكية جوية في مناطق النزاع، لا سيما في العراق وسوريا والخليج العربي، وتشكّل حجر زاوية في التعاون الأمني بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية .
طائرة رئاسية.. من أمير إلى رئيس
وبالعودة إلى ملف الطائرة، فقد كانت الطائرة الرئاسية "بوينج 747-8"، واحدة من أفخم الطائرات في العالم، مملوكة للعائلة الحاكمة القطرية، قبل أن تُمنح هدية إلى ترامب وقد أثار الكشف عن تفاصيل الهدية حينها انتقادات سياسية وإعلامية وُجّهت إلى كل من إدارة ترامب والدوحة، وسط تساؤلات حول الدوافع السياسية المحتملة وراء هذه "الهدية الثمينة".
رئيس الوزراء القطري دافع عن الخطوة قائلاً:
"ما حصل هو جزء من التعاون الطبيعي بين الحلفاء.. لدينا تحالف طويل الأمد مع الولايات المتحدة يشمل التعاون العسكري، الاستثمارات، والمصالح المشتركة".
تحالف استراتيجي يتجاوز المال
العلاقة بين قطر والولايات المتحدة لا تقف عند حدود قاعدة عسكرية أو طائرة خاصة، بل تشمل شراكة اقتصادية وأمنية عميقة، تتضمن استثمارات قطرية ضخمة في السوق الأمريكي، وصفقات سلاح بالمليارات، فضلًا عن أدوار سياسية تلعبها الدوحة في ملفات حساسة مثل الوساطة مع طالبان، وقضايا الأسرى بين إسرائيل وحماس.
جدل النفوذ الخليجي
الهبة القطرية أثارت في وقتها مخاوف من تعاظم النفوذ الخليجي في السياسات الغربية، لا سيما في عهد ترامب، الذي اُنتقد مرارًا لتقاربه من العواصم الخليجية. ويُنظر إلى هذه الهدية كأداة "دبلوماسية ناعمة" وظّفتها قطر لتعزيز موقعها السياسي والدبلوماسي في واشنطن، خاصة في ظل الأزمات الخليجية السابقة.