الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

”ترامب يصف محمد بن زايد بالمقاتل”.. تصريح يثير موجة سخرية على مواقع التواصل العربي !!

محمد بن زايد
-

تسبب تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موجة من الجدل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بعد أن وصف ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد خلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات بأنه "مقاتل خاض حروبًا كثيرة". التصريح، الذي أتى في سياق مجاملات دبلوماسية، لم يمر مرور الكرام، بل فُتح أمامه باب واسع من التهكم الشعبي والتساؤلات الجادة حول "الحروب" التي يقصدها ترامب.

مواقع التواصل تمطر ترامب بالسخرية: "أين هي تلك الحروب؟"

ما إن انتشر تصريح ترامب، حتى اشتعلت منصات التواصل بردود فعل تراوحت بين الاستغراب والتهكم. وتساءل مئات المغردين على "إكس" (تويتر سابقًا) وفيسبوك:

  • "عن أي حروب يتحدث ترامب؟ هل يقصد ترامب حروب التغريدات أم حرب الجزر المحتلة؟"

  • "إذا كان محمد بن زايد مقاتلًا، فلماذا ما زالت إيران تحتل جزر الإمارات الثلاث ريكتفي الاعلام الأماراتي بالحديث عنها ؟"

  • "ربما يقصد اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل؟ هل هذه الحرب التي يقودها؟"

كما تداول البعض منشورات ساخرة تتضمن صورًا لمناورات عسكرية وهمية، أو مقاطع مفبركة تُظهر "حروب خيالية" سخرًا من المبالغة في وصف ترامب.

محمد بن زايد.. هل خاض فعلًا أي حروب؟

من الناحية الواقعية، محمد بن زايد لم يخض أي معركة عسكرية ميدانية مباشرة بشخصه، إلا أن الإمارات في عهده شاركت بشكل واسع في عدة تدخلات عسكرية إقليمية، أبرزها:

1. الحرب في اليمن (2015 - حتى الآن)

حيث أرسلت الإمارات قوات خاصة وشاركت في العمليات ضد الحوثيين، كما دعمت تشكيلات مسلحة جنوب اليمن. لكن الحصيلة جاءت مختلطة بين التدخل العسكري والاضطرابات السياسية والتخريب بحثا عن نفوذ اقليمي وهمي .

2. التدخل في ليبيا

دعمت أبوظبي اللواء خليفة حفتر في حملته للسيطرة على طرابلس، وقد اتهمتها تقارير دولية بإرسال أسلحة وطائرات بدون طيار رغم حظر السلاح المفروض على ليبيا.

3. التطبيع مع إسرائيل

وقع محمد بن زايد اتفاقية "إبراهام" مع تل أبيب عام 2020، وهو ما اعتبره البعض خيانة للقضية الفلسطينية، بينما وصفه آخرون بـ"انتصار دبلوماسي" لكنه بالتأكيد لا يُعد حربًا بالمعنى العسكري المتعارف علية او يستحق مسمي مقاتل .

■ الجزر الإماراتية المحتلة.. "اختبار الحرب الحقيقي"

من أبرز الردود الساخرة التي لاحقت تصريح ترامب، هي تلك المتعلقة بالجزر الثلاث التي تحتلها إيران منذ عام 1971:

  • طنب الكبرى

  • طنب الصغرى

  • أبو موسى

وسأل المغردون:

"إذا كان محمد بن زايد مقاتلًا، لماذا لم يشن أي حرب لاستعادة هذه الأراضي؟ أم أن القتال فقط موجّه للداخل العربي وتمويل عمليات التخريب في دولة السودان ؟"

ترامب وتضخيم الصور السياسية

ليس من المستغرب أن يُطلق ترامب مثل هذه التصريحات، فهو معروف بأسلوبه الدعائي والمبالغ فيه، خصوصًا مع من تربطه بهم صفقات استراتيجية بترليو ونات الدولارات أو تحالفات أمنية. ويبدو أن وصفه لمحمد بن زايد "بالمقاتل" يأتي في هذا السياق، أكثر من كونه توصيفًا دقيقًا لمسيرة الرجل العسكرية أو السياسية.

المبالغة في المديح .. وعي الشعوب لا يُخدع بسهولة

لم يمر تصريح ترامب مرور الكرام، بل أثبت أن الشعوب العربية باتت أكثر وعيًا في تحليل الخطاب السياسي والدبلوماسي، ولم تعد تنطلي عليها أوصاف "مقاتل" أو "قائد حرب" ما لم تُترجم إلى مواقف فعلية في ساحات القتال لا في قاعات عقد المؤتمرات.
وفي زمن تعاني فيه القضية الفلسطينية من التجاهل، والجزر الإماراتية من الاحتلال، يبقى "القتال الحقيقي" مفقودًا... إلا على صفحات التواصل الاجتماعي والمؤتمرات الصحفية .