الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

المنوعات

قصة أشهر سائجة في مصر

«تيريزا كلارك».. إنجليزية عشقت مصر وطلبت أن تُدفن فيها

 تيريزا كلارك
كتب - عبدالعزيز حمادي -

في مشهد يحمل الكثير من الوفاء والحب لمصر، ودّعت مدينة الأقصر اليوم واحدة من أكثر الشخصيات الأجنبية ارتباطًا بها، السائحة البريطانية الشهيرة تيريزا كلارك، التي وافتها المنية بعد أن قضت 17 عامًا من عمرها مستقرة في قلب صعيد مصر، تاركة خلفها قصة استثنائية في حب الوطن الذي اختارته طوعًا ليكون موطنها الأبدي.

قصة تيريزا كلارك لا تُعد مجرد سطور في سجل الأجانب المقيمين في مصر، بل هي حكاية وفاء وشغف وحب حقيقي لوطن لم تولد فيه، لكنها اختارته بقلبها واحتضنها حتى اللحظة الأخيرة.

جاءت تيريزا كلارك إلى مدينة الأقصر مطلع عام 2008، ومعها كل ما تملك: مقتنياتها، وأموالها، وحنينها لحياة أكثر سكونًا ودفئًا. لم تكن زيارتها الأولى من نوعها كسائحة تبحث عن آثار الفراعنة فحسب، بل كانت الخطوة الأولى في رحلة استقرار دامت حتى وفاتها.

اختارت العيش في منطقة العوامية بمدينة الأقصر، حيث بنت منزلًا بسيطًا، ونسجت علاقات إنسانية رائعة مع جيرانها من الأهالي، الذين وصفوها بأنها "واحدة منهم"، لما أبدته من تواضع ومحبة واحترام للعادات والتقاليد المصرية.

حب عابر للقارات.. حتى شقيقتها أقنعتها بالانتقال

لم تكتفِ تيريزا بحبها لمصر لنفسها فقط، بل في العام التالي لقدومها أقنعت شقيقتها باربرا كلارك بالانضمام إليها والاستقرار في مصر، مشيدة بجمال الأقصر وسحرها الذي لم ترَ له مثيلًا في أي مكان آخر من العالم.

وقد عاشت الشقيقتان حياة هادئة في أحد أحياء المدينة، وشاركتا الأهالي في مناسباتهم الاجتماعية والدينية، حتى بات وجودهما جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المحلي.

«دفنوني في الأقصر».. وصية خالدة

قبل وفاتها، أوصت تيريزا بأن تُدفن في الأرض التي أحبتها بصدق، وأن يكون مثواها الأخير في الأقصر، المدينة التي اختارتها طوعًا لتقضي فيها ما تبقى من عمرها. وبالفعل، استجابت السلطات المحلية وذووها لوصيتها، وتم دفنها اليوم وسط حضور مهيب من الأهالي، الذين ودعوها بحزنٍ يليق بمكانتها الكبيرة في قلوبهم.

ردود فعل الأهالي ووسائل الإعلام

وقد سادت حالة من الحزن بين أهالي منطقة العوامية، الذين وصفوا تيريزا بأنها «سيدة بريطانية بروح مصرية»، وذكروا أنها كانت توزع الحلوى على الأطفال، وتشارك في الأعياد، وتحرص على تعلم اللغة العربية للتواصل مع جيرانها.

وسرعان ما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا قديمة لتيريزا مع سكان المنطقة، وأشاد كثيرون بقصتها التي تجسّد أن حب الوطن لا يشترط الجنسية، بل يكفي أن تسكن الروح فيه.