الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

هل فقدت بوصلة زايد ؟

هل تواجه الإمارات أزمة سمعة دولية؟ السودان والجزائر يحرجان أبوظبي سياسيًا وقانونيًا

محمد بن زايد
-

تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة ضغوطًا متزايدة في الساحة الإقليمية والدولية، بعد سلسلة من التطورات السياسية والقانونية التي وضعت سياساتها الخارجية في مرمى الانتقادات، وأثارت أسئلة جدية حول دورها الإقليمي.

وتصدرت الأزمة السودانية والبيان الرسمي الجزائري الحاد ضد أبوظبي عناوين الصحف ونشرات الأخبار، في مشهد يكشف عن تراجع محتمل في النفوذ الإقليمي للإمارات، رغم مساعيها المستمرة لتعزيز حضورها عبر مبادرات اقتصادية وتحالفات استراتيجية.

محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات

في مايو 2025، رفضت محكمة العدل الدولية دعوى قدمتها الحكومة السودانية تتهم فيها الإمارات بدعم قوات الدعم السريع المتورطة في جرائم ضد المدنيين في إقليم دارفور.

وكانت الدعوى تستند إلى انتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، لكن المحكمة قضت بعدم اختصاصها في النظر في القضية، بسبب تحفظ مسبق من الإمارات على المادة التاسعة من الاتفاقية، التي تمنح المحكمة صلاحية الفصل في مثل هذه النزاعات.

ورغم الحكم، أكدت الحكومة السودانية أنها ما زالت تعتبر الإمارات مسؤولة سياسيًا وأخلاقيًا عن دورها في الحرب، وأعلنت نيتها مواصلة التحرك عبر مسارات قانونية أخرى.
(المصدر: رويترز – الأناضول – الجزيرة نت)

الجزائر تصف الإمارات بـ"الدويلة المصطنعة" وتتهمها بإشعال الفتنة

في خطوة غير مسبوقة، هاجمت الجزائر رسميًا دولة الإمارات، ووصفتها بأنها "دويلة مصطنعة" و"مصدر للشر والفتنة في المنطقة"، في بيان بثّه التلفزيون الرسمي الجزائري، ردًا على برنامج بثّته قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، تناول القضية الأمازيغية في الجزائر بشكل اعتبرته السلطات مسيئًا ومثيرًا للانقسام.

واتهم البيان الإمارات بمحاولة زعزعة استقرار الجزائر والتدخل في شؤونها الداخلية، في لهجة غير معتادة دبلوماسيًا، تعكس تدهورًا واضحًا في العلاقات الثنائية.

الرد الجزائري الحاد جاء ليمثل تصعيدًا سياسيًا لافتًا من واحدة من كبرى دول شمال إفريقيا، في وقت كانت فيه الإمارات تحاول ترسيخ صورة الدولة المعتدلة الساعية للتقارب العربي والتكامل الإقليمي.
(المصدر: فيسبوك – سودان حر ديمقراطي)

تداعيات إقليمية على مكانة الإمارات الدولية

تُشير هذه التطورات إلى تراجع ملحوظ في صورة الإمارات كدولة استقرار ونفوذ إقليمي، خصوصًا مع:

  • تصاعد التوتر مع الجزائر

  • تورطها المزعوم في الأزمة السودانية

  • الانتقادات المتكررة لدورها في ملفات اليمن، ليبيا، والقرن الإفريقي

رغم نفي الإمارات المستمر لأي دعم مباشر للفصائل المسلحة في السودان، إلا أن تكرار الاتهامات من أطراف متعددة قد يترك أثرًا سلبيًا على علاقاتها الدولية، خاصة مع القوى الإفريقية والدول الإسلامية.

هل تتحول طموحات الإمارات الإقليمية إلى خيبة؟

سعت الإمارات خلال العقد الأخير إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا، عبر أدوات متعددة، أبرزها:

  • الاستثمار في البنية التحتية والدفاع والطاقة

  • التقارب مع قوى كبرى مثل إسرائيل، والولايات المتحدة، والهند

  • بناء قواعد عسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن

لكن التحديات الأخيرة، لا سيما الدعاوى القضائية والاتهامات السياسية، قد تهدد هذه المكاسب، وتُحوّل الطموح إلى عبء سياسي ودبلوماسي، إذا لم تُعالج الإمارات هذه الملفات بحكمة وشفافية.

تحول كبير في علاقات التحالفات العربية.

  • الرفض القانوني في محكمة العدل الدولية لا يُعفي الإمارات من المسؤولية الأخلاقية أمام الرأي العام العربي والإفريقي.

  • البيان الجزائري يكشف عن تحول جوهري في علاقات التحالفات العربية.

  • الصورة الإقليمية للإمارات معرضة للخدش ما لم تُعد تقييم استراتيجيتها الخارجية في ضوء التطورات الأخيرة.