طموحات ترامب الاقتصادية في السعودية تطغى على ملف التطبيع مع إسرائيل

مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، يبدو أن الأولويات قد تبدلت. فبينما كان التطبيع بين السعودية وإسرائيل أبرز أهداف ترامب خلال ولايته الأولى، فإن الاعتبارات الاقتصادية والاستثمارية باتت تتقدم بوضوح على أجندة الزيارة الثانية له بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
ورغم توقّعات سابقة بإحياء ملف التطبيع، فإن الحرب المشتعلة في غزة ورفض إسرائيل لمبدأ وقف إطلاق النار، جعلت هذا الملف يتراجع لحساب صفقات بقيمة تريليون دولار بين واشنطن والرياض.
مشهد الاستقبال: تريليون دولار بدل علم إسرائيل
سيُستقبل ترامب في قصور فاخرة بالعاصمة السعودية، حيث تُعقد اجتماعات حاسمة مع كبار المسؤولين حول مشاريع استثمارية كبرى، تشمل:
-
صفقات تسليح ضخمة
-
التعاون في الذكاء الاصطناعي والطاقة
-
تعزيز النفوذ الاقتصادي الأمريكي في الخليج
ويهدف ترامب إلى جذب استثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار خلال ولايته، مقابل توسيع العلاقات التجارية ودعم المملكة في الملفات الإقليمية.
غزة تُعطل التطبيع
أكدت مصادر خليجية وأمريكية أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بات مؤجلًا إلى أجل غير مسمى، في ظل الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني وتشريد 1.9 مليون نسمة.
ورغم محاولات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتحريك الملف، فإن معارضة نتنياهو لوقف الحرب أو إقامة دولة فلسطينية تجعل المفاوضات غير قابلة للتقدم، بحسب المسؤولين السعوديين.
الخطة البديلة: تطبيع اقتصادي بدلاً من سياسي
أشارت ستة مصادر دبلوماسية إلى أن الملف الاقتصادي أصبح هو القناة الرئيسية للعلاقات الثنائية، بينما تم "فصل" ملف إسرائيل مؤقتًا.
وفي هذا السياق، يُنتظر أن تُوقّع اتفاقيات تشمل:
-
دعم الصناعات الدفاعية السعودية
-
مشاريع بنية تحتية رقمية
-
اتفاقيات طاقة واستثمار مباشر في الشركات الأمريكية
كما يجري بحث نسخة جديدة من اتفاقية الدفاع السعودية الأمريكية، كانت قد توقفت في عهد بايدن، لكنها أُعيد إحياؤها على شكل ضمانات أمنية مبسطة.
الصين في الخلفية
زيارة ترامب تأتي في وقت تُوسّع فيه الصين نفوذها في الخليج، إذ تسعى بكين لجذب الاستثمارات الخليجية، وتحتل موقعًا متقدمًا في تنفيذ مشاريع رؤية السعودية 2030، ما يدفع واشنطن إلى إعادة تشكيل تحالفاتها الاقتصادية في المنطقة.
وأكدت مصادر في قطاع الطاقة أن الوزراء السعوديين سيطالبون ترامب بـ:
-
تخفيف القيود التنظيمية الأمريكية التي تعيق الاستثمار
-
تهيئة بيئة استثمارية أفضل للشركات الخليجية في الولايات المتحدة
هل يعود ملف التطبيع لاحقًا؟
ورغم إزاحة ملف التطبيع عن الواجهة، لا تزال واشنطن تأمل في إعادة إحيائه لاحقًا، خاصة إذا تم تقديم خطة أمريكية متكاملة لإنهاء الحرب في غزة، تشمل:
-
وقف دائم لإطلاق النار
-
حكومة انتقالية في غزة
-
ترتيبات أمنية إقليمية
وهو ما قد يُمهّد الطريق، بحسب بعض الدبلوماسيين، إلى استئناف محادثات التطبيع مستقبلًا.
الأقتصاد اللغة الجديدة للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة
تُظهر زيارة ترامب للسعودية 2025 أن الاقتصاد أصبح اللغة الجديدة للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، بينما يُترك التطبيع مع إسرائيل مؤقتًا على الرف، حتى تتوفر شروط أكثر نضجًا سياسيًا وشعبيًا.