الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

خلاف واشنطن واسرائيل باطنة التعاون

رؤ ية وتحليل يكتبة صلاح توفيق :خلافات واشنطن وتل أبيب.. صراع استراتيجي أم مناورات تكتيكية ودعم أكبر للاحتلال؟

صلاح توفيق
-

مقدمة تحليلية:

خلال الايام القليلة الماضيو ظهرت إلى السطح تقارير صجفية وأعلامية عديدو تناولة خلافات علنية بين واشنطن وتل أبيب، أثارت تساؤلات عميقة في الأوساط السياسية والإعلامية ومن أهم هذه التسأولات :
هل نحن أمام تحول حقيقي في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، ؟ أم أن ما يحدث لا يعدو كونه مسرحًا دبلوماسيًا تم اعدادة بعناية لتحقيق أهداف أستراتيجية محددة ضمن العبة المغروفة بتوزيع الأدوار؟

مؤشرات الخلاف

  1. مفاوضات حماس بشكل مباشر مع واشنطن دوان أخطار تل ابيب بهذه المفاوضات
    إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق مباشر مع حركة حماس للإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، دون تنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، شكل صفعة سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وجد نفسه لاعبًا ثانويًا في قضية تعتبرها إسرائيل قضية سيادية من الطراز الاول وطالما تلاعب بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ويبقي السؤال والشكوك -هل لم تكن تعلم اسرائيل بهذه المفاوضات سؤال مشروع في ظل التلاعب الدولي الحاصل ؟.

  2. كم تم رصد تصريحات أمريكية منتقدة للحكومة الإسرائيلية
    صدرت تصريحات من مسؤولين أمريكيين، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، تنتقد نهج إسرائيل العسكري في غزة وتدعو إلى حلول سياسية أكثر شمولًا، وهو ما لم يعتد عليه الخطاب الأمريكي التقليدي فهل كانت تريد هذه التصريحات التأكيد علي وجود خلاف وان ان هدفها هو احتواء جميع الأطراف .

  3. إحراج نتنياهو داخليًا والعب بملف الرهائن لدي حماس
    تحركات واشنطن التي بدت فيها وكانها مستقلة عن نتنياهو عززت شعورًا لدى الرأي العام الإسرائيلي بأن إدارة نتنياهو فشلت في إدارة ملف الرهائن، وأن الولايات المتحدة سحبت البساط من تحت أقدامه، خصوصًا مع تزايد الضغط من عائلات الرهائن الذين يتظاهرون بشكل يومي منددين بسياسة نتنياهو نجاة ملف الرهائن داخل إسرائيل.

لماذا سقودنا التفكير الي ان هذه الخلافات "تكتيكية" لا أكثر وان هدفها انجاز مهام استرايجية ؟

  • قلا يخفي علي حوال العالم التنسيق الأمني الكبير والمستمر بين واشنطن وتل ابيب
    رغم التصريحات النارية، لم تتأثر العلاقات الاستخباراتية أو الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، ما يُشير إلى أن التحالف الاستراتيجي لا يزال متماسكًا، وان الانجاز الأستراتيجي هو الاهم ولانجازة بشكل جيد بجب تصدير خلاف باطنه الأتفاق والتعاون .

  • أهداف انتخابية أمريكية
    يذهب الكتير من المحللين الي أن الخطاب المتشدد تجاه إسرائيل يخدم الحملة الانتخابية لترامب، لكسب أصوات المعتدلين والناخبين الأمريكيين من أصول عربية، دون أن يؤدي فعليًا إلى تغيير جذري في السياسات وهو تحليل بعيد عن الواقع السياسي قيما يخص العلاقات الأسرائيلية الأمريكية .

  • ويذهب البعض الي اتباع واشنطن تكتيك جديد عنوانه "العصا والجزرة"
    واشنطن تمارس ضغطًا محسوبًا على تل أبيب، ليس بهدف كسر العلاقة، بل لدفعها إلى التجاوب مع مسار سياسي جديد في غزة، خاصة بعد دعوات حماس لتسليم القطاع لجهة مهنية مستقلة.

هل تتجه العلاقة إلى التصعيد أم الترميم؟

إذا استمرت الولايات المتحدة في تجاوز إسرائيل في الملفات الحساسة، مثل إدارة غزة أو مفاوضات تبادل الأسرى، فقد نشهد تصعيدًا سياسيًا غير مسبوق، وربما انفجارًا في التحالف التقليدي وهو امر مستبعد اعتما علي العلاقات الاستراتيجية بينها واستمرار الحماية الامريكية لسلط الاحتلال الأسرائيلة .
فالتاريخ البعيد والقريب يثبت بما لا يدع مجلا للشك أن كل الخلافات السابقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها دولة الأحتلال كانت تنتهي دائما بمزيد من الدعم والمساعدات، مع تفاهمات أخري خلف الكواليس.