الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

مقابر الأحلام في ليبيا

العثور على جثامين مصريين ماتوا عطشًا وجوعًا في طريق الهجرة غير الشرعية

مقابر جماعية في الصحراء.jpg
متابعة - محمد زغلول -

في مشهد مأساوي يعكس الوجه البشع للهجرة غير الشرعية، عُثر على مقابر جماعية تضم جثامين مصريين في صحراء ليبيا الشرقية، تحديدًا غرب حقل البستر شرق البلاد، بعد أن لقوا مصرعهم جوعًا وعطشًا في ظروف قاسية، أثناء محاولتهم التسلل إلى أوروبا عبر طرق الموت في الصحراء.

وبحسب مصادر ليبية ومحلية، فإن الضحايا سقطوا فريسة لغدر عصابات التهريب ومافيا الهجرة التي تتاجر بالبشر، وتستغل أحلام الشباب الفقراء في الوصول إلى "الفردوس الأوروبي"، ليدفعوا حياتهم ثمنًا لطموح لم يتحقق.

أرض الغربة تبتلع الأحلام.. والموت عطشًا في الصحراء

تفاصيل الحادثة تفطر القلوب، حيث تُرك عشرات الشباب وحدهم وسط الصحراء الليبية القاحلة دون ماء أو طعام، بعدما تخلّت عنهم شبكات التهريب التي وعدتهم بالوصول إلى الساحل ومنه إلى القوارب المتجهة إلى أوروبا.

وبحسب التقارير الأولية، فإن الضحايا ظلوا أيامًا يصارعون الموت قبل أن تسلم أرواحهم، وتم العثور على جثثهم متناثرة بجوار سيارات متهالكة، وأدواتهم الشخصية في حالة تدل على مأساة مكتملة الأركان.

من هم الضحايا؟

معظم الضحايا شباب في مقتبل العمر، تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عامًا، ينحدرون من محافظات المنيا، أسيوط، وسوهاج والقاهرة، وفق ما أفاد به نشطاء ومنظمات مهتمة بشؤون المهاجرين.

وكان هؤلاء الشباب قد غادروا مصر عبر الحدود الجنوبية بطريقة غير شرعية، ثم تم تهريبهم إلى الأراضي الليبية، حيث بدأوا رحلة الموت نحو المجهول، بعد أن وقعوا في فخ العصابات المسلحة التي تجمع أموالهم ثم تتخلى عنهم في الصحراء، أو في بعض الحالات تبيعهم لشبكات الاتجار بالأعضاء البشرية.

مافيا الهجرة.. تجارة بالموت تحت شعار الأمل

تشير التقارير الحقوقية إلى أن ليبيا أصبحت في السنوات الأخيرة معقلًا لعصابات تهريب البشر التي تستغل غياب الاستقرار الأمني في البلاد، وتعمل على تجنيد شبكات داخل مصر والسودان لجذب الراغبين في الهجرة، مقابل آلاف الدولارات.

وغالبًا ما تنتهي هذه الرحلات بالفشل، أو الموت، أو الاستعباد في معسكرات احتجاز لا إنسانية تديرها ميليشيات مسلحة.

دعوات للتحقيق ودفن الجثامين بكرامة

وطالب أهالي الضحايا في مصر وزارة الخارجية بالتدخل العاجل لإعادة الجثامين، وفتح تحقيق رسمي في الحادثة. كما دعوا إلى محاسبة شبكات السمسرة داخل مصر التي تدفع الشباب نحو هذا المصير المؤلم.

نهاية حزينة لحلم الهروب من الفقر

هؤلاء الشباب لم يمتلكوا سوى أحلامهم البسيطة بالعيش الكريم، لكن الفقر والبطالة وغياب الأمل في الداخل دفعتهم نحو الهلاك في الصحراء.

وهم ليسوا أول الضحايا، ولن يكونوا الأخيرين، ما لم يتم تفعيل حلول جذرية للتنمية في الصعيد والمناطق المهمشة، إلى جانب حملات توعية صارمة لمواجهة أخطر شبكات الإتجار بالبشر.