الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

تأكيد لما نشرتة الصباح اليوم

الشرع يعترف: نخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء إماراتيين لتهدئة الأوضاع

محمدبن زايد واحمد الشرع
-

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء أن دمشق تخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء، في مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة في الجنوب السوري و"تجنب فقدان السيطرة على الوضع"، بحسب تعبيره.

وجاء تصريح الشرع بعد ساعات من تقرير نشرته رويترز أكد أن أبوظبي قامت بإنشاء قناة اتصال سرية بين إسرائيل وسوريا، بالتزامن مع تصاعد التوترات الميدانية، خاصة بعد الغارات الإسرائيلية المتكررة على أهداف داخل الأراضي السورية.

ملفات أمنية فقط.. والموقف السوري الرسمي: لا تهديد لإسرائيل

وأكد الشرع أن هذه المفاوضات تدور حول ملفات أمنية بحتة، لا تشمل القضايا العسكرية المباشرة أو ملفات الصراع الكبرى، مشيرًا إلى أن سوريا لا تزال ملتزمة باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 الموقع تحت رعاية الأمم المتحدة عقب حرب أكتوبر.

وأوضح أن "التدخلات الإسرائيلية باتت عشوائية"، وأن القنوات الخلفية ضرورية لمنع التصعيد، خاصة في ظل حساسية الوضع الإقليمي وتشابك المصالح الأمنية.

وكان مصدر أمني سوري رفيع المستوى قد أكد في وقت سابق أن المحادثات تجري عبر وساطة إماراتية وتركّز على التنسيق الاستخباراتي ومكافحة الإرهاب، دون التطرق إلى الوجود العسكري الإيراني أو الغارات الجوية الإسرائيلية، التي تُعتبر أبرز نقاط التوتر بين الجانبين.

الإمارات تواصل لعب دور الوسيط الإقليمي بعد التطبيع مع إسرائيل

يأتي هذا الحراك الدبلوماسي في إطار سياسة الإمارات الخارجية النشطة بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عام 2020، حيث تسعى أبوظبي إلى ترسيخ موقعها كوسيط إقليمي موثوق بين أطراف النزاعات، خصوصًا في القضايا الأمنية المعقدة مثل الملف السوري-الإسرائيلي.

وكانت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات يوم 13 أبريل الماضي بمثابة الشرارة التي أطلقت هذه القناة الخلفية، حيث وصفت مصادر مطلعة اللقاء بأنه كان تمهيديًا لفتح المجال أمام تفاهمات أوسع في المستقبل، شريطة بقاء الحوار ضمن الملفات الأمنية والتقنية في الوقت الحالي.

الوثائق الرسمية السورية: لا نية للعداء مع إسرائيل

وردًا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع قرب القصر الرئاسي في دمشق، سربت وكالة رويترز وثيقة رسمية صادرة عن الحكومة السورية تؤكد أن "دمشق لا تسمح بأن تصبح سوريا مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل"، في إشارة إلى رغبة النظام الجديد في إعادة صياغة العلاقات الإقليمية ضمن أطر تهدئة محسوبة.

من جهتها، بررت إسرائيل هذه الغارات بأنها رسالة تحذيرية موجهة إلى الحكومة السورية الجديدة بشأن ملف حماية الأقلية الدرزية، في ظل تصاعد التوتر الطائفي داخل سوريا، والذي تعتقد تل أبيب أنه قد يهدد استقرار حدودها الشمالية.

هل تمهد هذه المفاوضات لتطبيع محتمل؟

رغم النفي الرسمي لأي نقاش سياسي أو عسكري، إلا أن اعتراف الرئيس الشرع بالمفاوضات غير المباشرة، للمرة الأولى منذ سنوات، يفتح الباب أمام فرضيات متعددة حول مستقبل العلاقة السورية الإسرائيلية، خصوصًا في ظل الانهيار الاقتصادي، والحاجة إلى فك العزلة الإقليمية والدولية.

ويرى مراقبون أن التقارب الإماراتي السوري، في ظل توافق أمني مع إسرائيل، قد يشكل نواة لتحولات أكبر في بنية العلاقات في الشرق الأوسط، رغم العقبات المتبقية، وعلى رأسها الملف الإيراني داخل الأراضي السورية.

خطوط خلفية تهدئ التوتر.. والعيون على مستقبل غزة والجولان

في ظل استمرار الحرب على غزة، والتعقيدات الجيوسياسية في المنطقة، يبدو أن دمشق تسعى إلى تقليل نقاط الاحتكاك وتفادي الدخول في صراع مفتوح مع إسرائيل، عبر قنوات خلفية بوساطة إماراتية، تمثل نموذجًا جديدًا للوساطة السياسية الإقليمية بعيدًا عن الأطر التقليدية للصراع العربي الإسرائيلي.