الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الفنون

سعد لمجرد يعود إلى قفص الاتهام في فرنسا يونيو المقبل وسط ترقب دولي حابس للأنفاس

سعد لمجرد،
-

يعود الفنان المغربي سعد لمجرد إلى دائرة الضوء – لكن هذه المرة، ليس على خشبة المسرح، بل أمام محكمة الاستئناف الفرنسية، في جولة قضائية مرتقبة ستُعقد ما بين 2 إلى 6 يونيو/حزيران 2025 بمدينة كريتاي الفرنسية، للنظر في استئنافه على حكم السجن الصادر بحقه عام 2023، والذي قضى بسجنه ست سنوات بتهمة الاغتصاب المصحوب بالعنف.

إنه فصل جديد من قضية هزّت الرأي العام الفرنسي والعربي، ولا تزال أصداؤها تتردد بقوة رغم مرور ما يقرب من تسع سنوات على بدايتها. القضية التي تحوّلت إلى مادة إعلامية متجددة، وفتحت نقاشًا واسعًا حول النجومية والعدالة والسلطة الذكورية في المجتمعات الفنية.

لمجرد أمام العدالة.. من نجم لامع إلى متهم بارز

بمجرد إعلان جلسات الاستئناف، عاد اسم سعد لمجرد ليتصدر عناوين الصحف والمنصات، فالفنان الذي كان في يوم من الأيام أحد ألمع نجوم الغناء العربي، سيعود ليقف أمام القضاة، لكن هذه المرة وهو طليق يخضع للمراقبة القضائية، بعد أن حصل على الإفراج المؤقت في أبريل 2023.

سعد لمجرد

ومما يزيد من حدة التشويق، هو حضور الضحية المزعومة لورا بريول الجلسات، ما قد يمنح الجلسات طابعًا عاطفيًا وقانونيًا متشابكًا، وربما يُعيد تشكيل الرأي العام من جديد، خاصة مع إصرار كل طرف على روايته المتناقضة.

ليلة واحدة... غيرت كل شيء

تعود جذور القضية إلى ليلة 26 أكتوبر 2016، حين التقى لمجرد بلورا بريول، الشابة الفرنسية ذات العشرين ربيعًا حينها، داخل أحد الملاهي الباريسية. تطور اللقاء إلى سهرة خاصة بفندق ماريوت الشانزليزيه، وهناك – كما تقول لورا – تحولت الأمسية إلى كابوس، حيث تعرضت للضرب، والعض، وتمزقت ملابسها، قبل أن تُغتصب مرتين داخل الغرفة.

استندت المحكمة في حكمها إلى أقوال لورا المتسقة، وتقارير طبية وشهادات موظفي الفندق، بينما لم ينكر لمجرد تعاطيه الكحول والكوكايين تلك الليلة، وأقر بأنه صفع الضحية بعد رفضها تقبيله، لكنه نفى بشدة ارتكابه جريمة الاغتصاب.

هل تتكرر النهاية أم يُكتب فصل جديد؟

الحكم الصادر في فبراير 2023 لم يكن صدمة فقط لجمهور سعد لمجرد، بل كان زلزالًا فنيًا هزّ الساحة العربية، خصوصًا أن القضية أعادت فتح ملفات قديمة سبق أن لاحقته في الولايات المتحدة عام 2010، وفي فرنسا عام 2018، وإن لم تؤدِ إلى إدانة قضائية وقتها.

لكن هذه المرة، يبدو أن اللعبة قد تغيرت. فحكم السجن، وإن صدر ابتدائيًا، كان كفيلًا بإثارة موجات غضب جماهيرية، أدت إلى إلغاء حفلاته في مصر ولبنان، وظهور دعوات لمقاطعته من منطلقات حقوقية ونسوية.

بين الفن والمحاكمة.. مسيرة في مهب العاصفة

رغم ما يواجهه من عواصف قضائية، لم يتوقف لمجرد عن الإنتاج الفني. أصدر خلال فترة الإفراج المؤقت عدة أغنيات، أبرزها "زوينة بزاف"، وأحيا حفلات في دول عدة، لكن حضوره ظل محفوفًا بالرفض والجدل، وسط اتهامات بالتغاضي عن العنف ضد النساء مقابل البريق الفني.

وفي ظل هذا التناقض بين نجم يُصفق له الآلاف، ومتهم تُطارده تهم ثقيلة، تبقى جلسات يونيو مصيرية، ليس فقط على مستوى الحكم القضائي، بل على مستقبل لمجرد الفني والاجتماعي.

مصير مجهول ينتظر

الأنظار كلها تتجه نحو محكمة كريتاي، حيث ستُكتب الأسطر القادمة في قصة سعد لمجرد، فإما أن يكون الاستئناف نقطة خلاص، أو خاتمة قانونية لمسيرة فنية امتزجت فيها النجومية بالفضيحة.