الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

إيران تتمسك بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. ومقترحات ضمن قمة ”البريكس” في البرازيل

امبن عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني
-

في سياق إقليمي ودولي يزداد توترًا بشأن البرنامج النووي الإيراني، جدّدت طهران تمسكها بحقها الثابت في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وذلك في تصريحات صدرت عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، على هامش مشاركته في قمة الأمن لمجموعة "البريكس" المنعقدة في البرازيل.

وأكد أحمديان أن الأسلحة النووية "لا مكان لها في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية"، مشددًا على أن إيران لن تتنازل عن حقوقها المشروعة، وفي مقدمتها الحق في تطوير برنامج نووي سلمي، مشيرًا إلى أن ذلك مثبت في تقارير وكالات المراقبة الدولية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزامن مع جولات تفاوض غير مباشرة تجري بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي، وسط ضغوط متصاعدة من قبل إسرائيل والغرب على إيران لإيقاف برنامج تخصيب اليورانيوم.

تصريحات حازمة من أحمديان في قمة البريكس

أوضح علي أكبر أحمديان في كلمته خلال قمة "البريكس" الأمنية أن التهديدات التي تتعرض لها المجموعة من بعض القوى الدولية تعبّر عن القلق من تحوّل "البريكس" إلى تكتل اقتصادي وسياسي عالمي منافس.

وقال أحمديان:

"نشهد إعادة إنتاج خطابات خطيرة مثل 'السلام بالقوة' و'الدبلوماسية القسرية'، بينما السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بالعدالة والاعتراف بالحقوق المشروعة، سواء في الملف النووي أو في القضية الفلسطينية."

وطرح المسؤول الإيراني عدة مقترحات لتعزيز استقلال "البريكس"، منها:

  • إطلاق عملة رقمية خاصة بالمجموعة

  • إنشاء شبكة مصرفية آمنة للتجارة البينية

  • تأسيس صندوق دعم لمواجهة العقوبات

  • تشكيل لجنة لأمن سلسلة التوريد وتطوير ممر مضاد للعقوبات الاقتصادية

مفاوضات نووية.. جولة ثالثة في عمان والرابعة قيد الترتيب

بالتوازي مع الحراك الدبلوماسي في البرازيل، عُقدت الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان بتاريخ 26 أبريل الجاري، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

وأكد عراقجي أن الجولة كانت أكثر جدية من سابقاتها، مشيرًا إلى وجود خلافات جوهرية تحتاج إلى جهد مضاعف لتقريب وجهات النظر، مضيفًا أن الجولة القادمة ستُعقد في روما.

وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي كبير، فإن الجولة الرابعة من المفاوضات قد تُعقد خلال الأسبوعين المقبلين في إحدى الدول الأوروبية، في إطار مساعٍ أمريكية لإعادة صياغة الاتفاق وفق شروط جديدة.

شروط أمريكية صارمة ومخاوف إسرائيلية

رغم اللهجة الدبلوماسية من الطرف الإيراني، لا تزال الولايات المتحدة تصرّ على أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن تفكيكًا كاملاً لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، بحسب تصريحات المبعوث الأمريكي ويتكوف.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن إدارته واثقة من قدرتها على الوصول إلى اتفاق "أفضل وأقوى" من الاتفاق السابق، وإن الملف النووي الإيراني سيبقى أولوية أمن قومي.

أما إسرائيل، فقد عبّر وزير خارجيتها إيلي كاتس مؤخرًا عن أن التهديد النووي الإيراني يتصدر قائمة المخاطر الأمنية الإسرائيلية، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على طهران.

أروقة الدبلوماسية مفتوحة... تحت أعين المتربصين

إيران تجدد تمسكها بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وترفض الضغوط الدولية في ظل استمرار المفاوضات النووية مع واشنطن، وسط تحذيرات من محاولات "فرض السلام بالقوة". وتطرح طهران رؤى طموحة داخل قمة "البريكس"، داعية إلى تعزيز الاستقلال المالي والتجاري، بينما تبقى أروقة الدبلوماسية مفتوحة... لكن تحت أعين المتربصين.