جدل واسع بعد الحكم بالمؤبد في قضية الطفل ياسين بدمنهور.. اعتراضات قانونية وهتافات تطالب بالإعدام

أثار الحكم الصادر بالسجن المؤبد في قضية الاعتداء الجنسي على الطفل ياسين يحيى العدل داخل مدرسة بمحافظة البحيرة، عاصفة من التفاعلات والتصريحات المتباينة، ما بين من اعتبره انتصارًا للعدالة، ومن رآه حكمًا صدر في ظل ضغط شعبي وإعلامي، وقد يُعرضه للإبطال أمام محكمة النقض.
وجاء الحكم بعد جلسة شهدت هتافات حاشدة داخل قاعة محكمة جنايات دمنهور، طالبت بـ«الإعدام» للمتهم، وسط حالة احتقان شعبية رافقت وقائع الجلسة من بدايتها حتى صدور الحكم، وهو ما وصفه بعض القانونيين بأنه "قد يشكل تأثيرًا غير مباشر على سير المحاكمة".
مرتضى منصور يفتح النار: "يا بيه.. تاريخك كله هيتجاب"
في أول تعليق مثير على الحكم، خرج المستشار مرتضى منصور بتصريح هجومي لافت، قال فيه:
"يا بيه.. هيجيبوا تاريخك من ساعة ما بلغت لحد ما وصلت 80 سنة، وهيشوفوا قلة الأدب دي جاتلك منين، ضحاياك يا بيه على مدار أكتر من 60 سنة هيجوا يشهدوا برضه".
التصريح الذي بدا موجّهًا بشكل غير مباشر إلى أحد أطراف القضية أو المدافعين عن المتهم، أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل، حيث اعتبره البعض تضامنًا غير مباشر مع الطفل وأسرته
محامي: الحكم قابل للنقض شكلاً وموضوعًا
من جانبه، قال الدكتور هاني شامح، المحامي ، ان الحكم محكوم عليه بالنقض والإبطال، لأسباب إجرائية وجوهرية، أهمها:
-
صدور الحكم تحت تأثير تجمهر وضغط جماهيري كبير، وهو ما قد يطعن في حيادية المناخ العام داخل المحكمة.
-
تعديل القيد والوصف القانوني للتهمة من دون منح الدفاع أجلاً كافيًا لا يقل عن 8 أيام للتحضير وتقديم دفوع تتناسب مع التوصيف الجديد للجريمة.
-
السرعة الشديدة في إصدار الحكم خلال وقت وجيز من نهار الجلسة، رغم تعقيد القضية وتشعبها من حيث الأدلة والطب الشرعي والجوانب النفسية والجنائية.
وأكد هاني سامح أن "العدالة لا تكتمل إلا حين تُمنح جميع الأطراف كامل حقوقهم في الدفاع"، مشددًا على أن "صدور حكم مشدد دون استيفاء هذه الشروط يعرضه للبطلان أمام محكمة النقض".
نقد قانوني لإجراءات المحاكمة
في مقارنة لافتة، شبّه شامح الحكم الصادر بأنه أسرع من الوقت اللازم لقراءة رواية أدبية قائلاً:
"إذا كانت دراسة نقدية لرواية من 100 ورقة تستغرق شهورًا، فكيف يمكن حسم قضية بهذه الخطورة في ساعات، دون تمكين الدفاع من فحص أدق التفاصيل، ومنها تحليل الحمض النووي وملابس الطفل بحثًا عن شعيرات أو جينات قد تثبت أو تنفي التهمة؟"
وأشار إلى أن العدالة لا تضرها براءة متهم قد تثبت لاحقًا، بقدر ما تضرها صدور حكم غير مكتمل الأركان القانونية، داعيًا إلى مراجعة منظومة المحاكمات الجنائية خاصة في قضايا الرأي العام.
معركة جديدة قادمة أمام محكمة النقض
رغم أن الحكم بالمؤبد في قضية الطفل ياسين في دمنهور لاقى ارتياحًا شعبيًا واسعًا بوصفه انتصارًا لبراءة الطفولة، إلا أن توابعه القانونية والإعلامية تشير إلى معركة جديدة قادمة أمام محكمة النقض، ما يُبقي ملف القضية مفتوحًا على احتمالات جديدة قد تعيد ترتيب المشهد القانوني.