الحكم بالمؤبد يُسدل الستار على قضية الطفل ياسين في دمنهور.. العدالة تنتصر لبراءة الطفولة

أُسدلت الستارة القضائية اليوم على واحدة من أبشع قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال في مصر، حيث قضت محكمة جنايات دمنهور بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا بحق المتهم في قضية الاعتداء على الطفل "ياسين يحيى العدل"، بعد أشهر من التحقيقات والمداولات التي شغلت الرأي العام المصري.
الحكم، الذي صدر في جلسة نُظرت بحضور هيئة المحكمة وأطراف القضية، جاء ليؤكد على صرامة القضاء المصري في التعامل مع قضايا هتك العرض والاعتداء على الأطفال، خاصة حين تقع في بيئة يُفترض أنها آمنة مثل المدارس.
تفاصيل الحكم
صرّح المحامي عصام مهني، الموكل بالدفاع عن الطفل ياسين، أن الحكم الصادر يمثل انتصارًا للعدالة والقانون والأسرة المصرية بأكملها، مؤكدًا أن المحكمة أصدرت حكمها بعد استعراض شامل لكافة الأدلة، وشهادات الشهود، والتقارير الطبية التي أثبتت وقوع الجريمة.
وأضاف مهني أن الطفل ياسين وعائلته عاشوا ظروفًا نفسية وإنسانية قاسية منذ انكشاف الواقعة، وأن صدور الحكم بالسجن المؤبد كان بمثابة لحظة إنصاف حقيقية طال انتظارها.
صدمة مجتمعية ورد فعل قوي
كانت الواقعة التي تعود إلى أوائل العام الجاري، قد فجّرت موجة من الغضب المجتمعي الواسع، بعد أن كشفت التحقيقات عن تعرض الطفل البالغ من العمر 11 عامًا لاعتداء جنسي داخل مدرسة بمحافظة البحيرة، ما وضع علامات استفهام كبيرة حول غياب الرقابة داخل المؤسسات التعليمية.
وبعد تداول الجلسات، ومطالبة منظمات حماية الطفولة بسرعة البت في القضية، جاء الحكم بالمؤبد ليبعث رسالة قوية بأن التعدي على براءة الأطفال لن يمر دون عقاب رادع.
دعوات لتشديد الإجراءات الوقائية
ومع إسدال الستار على القضية قانونيًا، لا تزال تداعياتها قائمة على مستوى التوصيات المجتمعية والتربوية. فقد دعا عدد من الخبراء إلى تعزيز آليات الحماية داخل المدارس، وتدريب الكوادر التعليمية على كيفية رصد والتعامل مع أي سلوك مشبوه، إلى جانب دعم نفسي فوري للأطفال الضحايا.
صفحة مؤلمة في قضية الطفل ياسين
بالحكم بالسجن المؤبد، تُطوى صفحة مؤلمة في قضية الطفل ياسين، لكنها في الوقت ذاته تفتح صفحة جديدة من النقاش حول حماية الأطفال داخل المؤسسات التعليمية. الحكم عادل، لكنه لا يغني عن الوقاية... فـ"براءة الطفولة لا يجب أن تُختبر مرتين".