لافروف: 90% من تجارة روسيا مع ”بريكس” أصبحت بالروبل والعملات المحلية.. وتوسّع مرتقب للمجموعة

في تحول استراتيجي لافت، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نحو 90% من التبادلات التجارية بين روسيا ودول مجموعة "بريكس" خلال عام 2024 تمت باستخدام الروبل الروسي والعملات الوطنية لدول المجموعة، بعيدًا عن العملات الغربية التقليدية مثل الدولار واليورو.
التجارة بالعملات المحلية.. خطوة لفك الارتباط بالغرب
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "غلوبو" البرازيلية، أوضح لافروف أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود "بريكس" لتقليل الاعتماد على العملات الغربية، وتعزيز التسويات المالية الداخلية، بما يدعم استقلالية اقتصادات الدول الأعضاء ويحصّنها أمام الضغوط الجيوسياسية.
وقال لافروف:
"لا يمكن القبول بتحويل العملات الاحتياطية إلى أدوات للابتزاز السياسي، أو السماح بتعطيل المدفوعات بسبب الخلافات الدولية."
كما أشار إلى أن دول "بريكس" تعمل على تطوير منظومة دفع بديلة، تشمل إنشاء نظام مقاصة عابر للحدود، وشبكة استثمارية جديدة، وشركة إعادة تأمين مشتركة لتعزيز قدرات المجموعة التجارية والمالية.
عملة موحدة لبريكس؟.. لافروف يوضح
رداً على التكهنات المتزايدة حول إمكانية إطلاق عملة موحدة لدول "بريكس"، أكد وزير الخارجية الروسي أن الحديث عن هذه الخطوة لا يزال مبكرًا. وأضاف أن الأولوية الآن هي تعزيز استخدام العملات الوطنية وإنشاء بنية تحتية مستقلة للتسويات عبر الحدود.
وشدد لافروف على أن التخلي التدريجي عن الدولار أصبح اتجاهًا رئيسيًا في النظام الاقتصادي العالمي، في ظل تراجع الثقة بالآليات المالية الخاضعة لسيطرة الغرب.
توسّع مستمر لمجموعة "بريكس"
وأشار لافروف إلى أن مجموعة "بريكس" التي تأسست عام 2006، تشهد توسعًا متسارعًا، مع انضمام مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا خلال عام 2024، ومؤخرًا انضمت إندونيسيا مطلع عام 2025.
وأكد أن عشرات الدول الأخرى، بما فيها السعودية وتركيا وفنزويلا وفيتنام، أبدت اهتمامًا بالانضمام إلى المجموعة التي باتت تمثل اليوم حوالي 40% من الناتج العالمي، ويعيش على أرضها أكثر من 40% من سكان كوكب الأرض.
وشدد لافروف على أن "بريكس" لا تهدف لمعاداة أحد أو خلق تكتلات مضادة، بل تسعى إلى تأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلًا وتوازنًا، قائم على المساواة بين الدول واحترام سيادتها.
البرازيل تستعد لرئاسة "بريكس" 2025
مع انتقال رئاسة المجموعة إلى البرازيل للعام الجاري 2025، تستعد دول "بريكس" لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والابتكار التكنولوجي، وسط آمال بدفع المزيد من الإصلاحات الهيكلية للنظام المالي العالمي.
ويُتوقع أن يشهد عام 2025 دفعة قوية لمبادرات "بريكس" لتوسيع استخدام العملات المحلية في التسويات التجارية، مما يزيد من قوة المجموعة في المشهد الدولي.