الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الاقتصاد

قناة السويس في مهب ”رسوم ترامب”.. كيف تُهدد التعريفات الجمركية مستقبل الشريان الملاحي الأهم بالعالم؟

قناة السويس
كتب- المحرر الأقتصادي -

في مؤتمر صحفي حافل بالتساؤلات، أطلق الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، تحذيرًا من تداعيات الرسوم الجمركية التي أعادت الولايات المتحدة الأمريكية فرضها مؤخرًا على الواردات الصينية، في خطوة وصفها خبراء بـ"القنبلة التجارية" التي قد تُعيد رسم خريطة التجارة العالمية مجددًا – ومعها خريطة المرور داخل قناة السويس.

ترامب يُهدد.. والقناة تتأهب

وقال ربيع إن البضائع الصينية تمثل نسبة كبيرة من حركة العبور بقناة السويس، ومع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين – حيث فرضت الصين رسوماً مضاعفة على البضائع الأمريكية كرد انتقامي – فإن التداعيات قد تطال الشريان الملاحي العالمي الأشهر.

ورغم أن التأثير "غير ملموس حتى الآن" بحسب تصريحات ربيع، إلا أن المؤشرات الأولية تُنذر بتحولات قادمة، لا سيما في حال استمرار التصعيد التجاري بين العملاقين الاقتصاديين.

الأزمات السياسية تعصف بالقناة

وأضاف رئيس الهيئة أن قناة السويس تتأثر دومًا بالمتغيرات السياسية العالمية، رغم بعدها الجغرافي عن بعض بؤر التوتر، مشيرًا إلى أن الأوضاع المضطربة في البحر الأحمر وباب المندب كبدت القناة خسائر تجاوزت 7 مليارات دولار في عام واحد فقط.

وأكد ربيع أن آخر التهديدات الخطيرة لحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر كانت في ديسمبر 2024، عندما تصاعدت هجمات الحوثيين على السفن التجارية، الأمر الذي دفع العديد من التوكيلات الملاحية إلى تغيير مسارها، بعيدًا عن القناة، ما أدى إلى انخفاض حاد في العوائد.

بوادر تحسن.. ولكن بشروط

ورغم المخاوف، لاحت بعض بوادر التحسن في الأفق، حيث كشف الفريق ربيع أن متوسط عدد السفن المارة ارتفع في مارس إلى 42 سفينة يوميًا مقابل 30 سفينة في يناير، ما انعكس على الإيرادات التي سجلت نحو 335 مليون دولار في مارس، بنسبة زيادة بلغت 8.8% مقارنة ببداية العام.

ويُعزى هذا التحسن إلى التهدئة المؤقتة التي شهدها قطاع غزة عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في يناير، قبل أن تعاود الحرب اشتعالها مجددًا في مارس، ما ألقى بظلاله على استقرار الإقليم والممرات الملاحية.

إلى أين تسير قناة السويس؟

في ختام حديثه، توقع الفريق ربيع أن تتعافى حركة الملاحة بالقناة تدريجيا حتى يونيو المقبل، مع استعادة جميع التوكيلات الملاحية مرورها المعتاد بالبحر الأحمر وبالقناة بحلول نهاية عام 2025، في حال توقف الهجمات بشكل كامل.

لكن مع وجود متغيرين كبيرين – تصعيد الرسوم الجمركية من جهة، وعودة التوترات في البحر الأحمر من جهة أخرى – تظل قناة السويس على حافة الترقب، تحاول جاهدة النجاة من الأزمات الجيوسياسية والتجارية التي تتجاوز حدودها، لكنها تُحدّد مصيرها.