الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

مباحثات رباعية بين مصر وإيران وأمريكا وعُمان.. القاهرة تأمل في تدشين مرحلة جديدة من التهدئة بالمنطقة

وزارة الخارجية المصرية.
-

أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن مباحثات مكثفة أجراها الوزير بدر عبد العاطي مع عدد من الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط، شملت سلطنة عمان، إيران، والولايات المتحدة، ضمن تحركات دبلوماسية تسعى إلى خفض التوتر الإقليمي، ودفع جهود التسوية السياسية الشاملة، في وقت حساس تشهده المنطقة، وخاصة على خلفية تصاعد المواجهة في قطاع غزة واستمرار الجمود في الملف النووي الإيراني.

محادثات رباعية.. واتصالات استراتيجية

صرّح السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية بكل من:

  • بدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عُمان

  • عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني

  • ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط

وتركزت المباحثات على مستجدات جولة المفاوضات غير المباشرة التي جرت في العاصمة العُمانية مسقط بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تناولت الملف النووي الإيراني وسبل تهدئة التوترات بين البلدين.

مصر تشيد بدور عُمان وتدعم الحوار

أكد عبد العاطي خلال اتصالاته تقدير مصر للدور "البناء والحيوي" الذي تلعبه سلطنة عُمان في الوساطة، مشيرًا إلى أن القاهرة تدعم أي جهد يُعلي منطق الحوار ويُعزز فرص السلام الإقليمي، بما يضمن تخفيف حدة التوتر وتفادي انزلاق المنطقة نحو صراعات مفتوحة.

موقف مصر: لا للحلول العسكرية

وشدد وزير الخارجية المصري على ثوابت السياسة الخارجية للقاهرة، وفي مقدمتها:

  • رفض الحلول العسكرية لأي من الأزمات الإقليمية

  • دعم الحوار والتفاوض كوسيلة وحيدة للتسوية

  • ضرورة وقف التصعيد في الخليج العربي

  • الدفع نحو حل سياسي شامل ومستدام

كما أكد عبد العاطي أن القاهرة تتطلع لأن تسفر هذه الجهود عن وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بما يفسح المجال أمام إعادة الإعمار، وضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه.

???????? ترامب: المفاوضات تسير "بشكل جيد"

من جهته، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المفاوضات الجارية في مسقط مع الجانب الإيراني تسير في الاتجاه الصحيح، مؤكدًا رغبة واشنطن في التوصل إلى تفاهمات جديدة تُعيد ضبط العلاقة المتوترة بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

إيران: مفاوضات بنّاءة لكن مشروطة

أشارت مصادر إيرانية إلى أن الوفد الإيراني بقيادة عراقجي أبدى مرونة مشروطة خلال اللقاءات، مع التأكيد على:

  • رفض أي شروط مسبقة

  • التركيز على رفع العقوبات الاقتصادية

  • عدم التطرق للملف الصاروخي أو النفوذ الإقليمي كجزء من المفاوضات

هل تشهد المنطقة انفراجة قريبة؟

ترى القاهرة أن تزامن المفاوضات الإيرانية الأمريكية مع تصعيدات غزة يمنح هذه الجولة من الحوار أهمية مضاعفة، وقد يؤدي إلى:

  • تخفيف الضغط على الفلسطينيين

  • خلق مناخ ملائم لتفاهمات أوسع تشمل سوريا ولبنان واليمن

  • تقليل احتمالات المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران

تحركًا دبلوماسيًا جادًا في وقت تواجه فيه المنطقة أكبر موجة من التوترات السياسية والعسكرية

المحادثات الرباعية الأخيرة التي شاركت فيها مصر، إيران، أمريكا، وسلطنة عمان، تمثل تحركًا دبلوماسيًا جادًا في وقت تواجه فيه المنطقة أكبر موجة من التوترات السياسية والعسكرية منذ سنوات.

فهل تسفر هذه الجولة عن توافق تاريخي يُهدئ الساحة الإقليمية؟
أم أن صراعات النفوذ والشكوك المتبادلة ستجهض هذه الفرصة كما حدث من قبل؟
كل الأنظار تتجه إلى مسقط والقاهرة بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.