الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الفنون

رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي بعد صراع مع السرطان.. صمت المسرح وبكاء الشاشات على صوت الفرح في وجه الألم…

رناد ثلجي
-

غيّب الموت الفنانة الشابة رناد ثلجي، التي فارقت الحياة بعد معركة طويلة وملهمة مع مرض السرطان، تاركة خلفها إرثًا من الأمل والإبداع في ذاكرة محبيها وزملائها على حد سواء.

رحلت رناد، الفنانة التي لم تكن مجرد وجه على الشاشة أو صوت فوق خشبة المسرح، بل كانت قلبًا نابضًا بالحياة رغم الألم، وبوصلة فرح في وجه المعاناة، لا سيما لدى الأطفال المرضى الذين شاركتهم الألم والدعم في مركز الحسين للسرطان بالعاصمة الأردنية عمّان.

رناد ثلجي

صمت المسرح.. وسيرة لا تُنسى

على الرغم من معركتها مع المرض، لم تتوقف رناد عن العطاء، بل أصرت أن تجعل من تجربتها مرآة للأمل للآخرين، خصوصًا الأطفال، فكانت تزورهم وتشاركهم الرسائل الإيجابية، وتمنحهم شيئًا من السلام وسط العاصفة.

في المسرح، تميّزت رناد بحضورها الآسر وأدائها الصادق، وشاركت في عدة أعمال لاقت إشادة واسعة، من أبرزها:

  • ماريان

  • رحلة المعرفة

  • سناء بلا ملامح

  • بوابة خمسة

  • تضاد القمامة

وقد نالت عن أحد أدوارها في هذه العروض جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ في مهرجان "عشيات طقوس المسرحية الدولية"، ما يؤكد تميزها على الخشبة وقدرتها على التأثير العاطفي والجمالي في آن.

نجمة درامية تركت أثراً على الشاشة

إلى جانب المسرح، شاركت الراحلة في عدد من الأعمال التلفزيونية التي تركت بصمة واضحة لدى المشاهد الأردني والعربي، من أبرزها:

  • الصلح خير

  • فنجان البلد

  • ديمقراطية

  • رياح السموم

  • الخوابي

  • نوف

تميزت رناد بأداء رصين، نابع من حس إنساني عالٍ، وقدرتها على تجسيد أدوار متنوعة بين التراجيديا والدراما الاجتماعية، ما جعلها من الوجوه الصاعدة بقوة في المشهد الفني الأردني.

وداع رسمي وفني مؤثر

نعت وزارة الثقافة الأردنية الفقيدة بكلمات مؤثرة، حيث وصفها الوزير مصطفى الرواشدة بأنها صاحبة "حضور مميز في الدراما والمسرح"، مؤكداً أن رحيلها "خسارة كبيرة لجيل من الفنانين الذين قدموا فناً حقيقياً بقلب صادق".

من جهته، قال نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي في نعيه:

"رناد كانت فنانة مُلهمة، عاشت الألم بإبداع، وواجهت المرض بكرامة، وقدمت رسائل فنية وإنسانية سامية ستبقى في ذاكرة الفن الأردني".

إرث من الأمل

رحيل رناد ثلجي ليس مجرد فقدان لفنانة شابة، بل هو خسارة لصوت الأمل والإنسانية الذي اختار أن يواجه الألم بالإبداع، والحزن بالابتسامة. في كل دور لعبته، وكل كلمة قالتها، وكل لحظة أمل منحتها لطفل مريض، كانت تزرع حباً لا يُنسى.

تركت لنا رناد إرثًا من القوة والنعومة والإلهام، سيبقى شاهدًا على أن الفن قد يكون أقوى من المرض، وأن الأرواح النقية لا تُنسى.