الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

بنوك أمريكا تنقل الذهب من لندن إلى نيويورك.. استعدادات خفية لقرارات ترامب بشأن التعريفات الجمركية

سبائك من الذهب
كتب - المحرر الأقتصادي -

في خطوة مفاجئة تعكس تحركات غير مسبوقة في سوق المعادن النفيسة، قامت البنوك الأمريكية بنقل أكثر من 600 طن من الذهب من خزائن لندن إلى نيويورك منذ ديسمبر 2024، وسط توقعات بتشديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراءاته الجمركية على واردات المعادن الثمينة، وخاصة الذهب.

هل يشهد العالم أزمة ذهب جديدة؟ بنوك أمريكا تسحب احتياطيات الذهب من لندن إلى نيويورك

الطلب القوي على الذهب في الولايات المتحدة دفع المستثمرين والبنوك إلى تخزين المعدن الثمين في نيويورك، خوفًا من فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الذهب من كندا والمكسيك، الشريكين التجاريين الأساسيين لأمريكا.

بحسب مجلس الذهب العالمي، فإن كميات الذهب التي تم نقلها إلى نيويورك غير مسبوقة، ما يعكس وجود حالة من القلق والترقب بين المستثمرين.

لماذا يتم نقل الذهب من لندن إلى نيويورك؟

لطالما كانت لندن الوجهة الرئيسية لتخزين الذهب عالميًا، لكن هذا التحول نحو نيويورك يشير إلى وجود استعدادات خفية لاحتمال فرض تعريفات جمركية على استيراد الذهب.

أسباب هذا التحرك المفاجئ:
التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الذهب من كندا والمكسيك.
مخاوف من توسيع نطاق التعريفات لتشمل المملكة المتحدة وسويسرا، وهما مركزان رئيسيان للذهب.
محاولة المستثمرين الأمريكيين التحوط ضد أي اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.
الفارق في الأسعار بين العقود الآجلة للذهب في نيويورك (بورصة كومكس) وأسعاره في لندن، ما يوفر فرصة لتحقيق أرباح من تحويل الذهب إلى أمريكا.

يقول جون ريد، استراتيجي السوق في مجلس الذهب العالمي:
"هذه الكمية من الذهب لا تنتمي عادة إلى نيويورك.. وجودها هناك يعني أن هناك ظروفًا استثنائية".

تأثير قرارات ترامب على سوق الذهب العالمي

قرارات ترامب بشأن التعريفات الجمركية ليست وليدة اللحظة، فقد سبق أن أعلن عن فرض رسوم بنسبة 25% على منتجات المعادن النفيسة القادمة من كندا والمكسيك، مما دفع البنوك والتجار الأمريكيين إلى تسريع عمليات نقل الذهب قبل دخول القرار حيز التنفيذ.

لكن المخاوف تتجاوز كندا والمكسيك، حيث يخشى المستثمرون أن تمتد هذه الرسوم إلى المملكة المتحدة وسويسرا، مما يزيد من توتر أسواق الذهب العالمية.

نيكوس كافاليس، المدير الإداري لشركة Metals Focus، صرح:
"أكبر مصدر للقلق هو احتمال فرض تعريفات شاملة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مما قد يشمل الذهب".

الذهب - أرشيفية

أبرز الدول المصدرة للذهب إلى الولايات المتحدة:
كندا (أكبر مصدر).
سويسرا.
كولومبيا.
المكسيك.
جنوب إفريقيا.

إذا وسعت واشنطن نطاق التعريفات، فقد تشهد أسواق الذهب العالمية اضطرابات كبرى، مما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع نتيجة قلة المعروض في الأسواق خارج الولايات المتحدة.

ما تأثير هذا التحرك على أسعار الذهب؟

التجار والمستثمرون الذين ينقلون الذهب إلى نيويورك يأملون في الاستفادة من ارتفاع الأسعار المتوقع داخل الولايات المتحدة، خاصة إذا تم فرض الرسوم الجمركية.

حاليًا، يتم تداول العقود الآجلة للذهب في بورصة كومكس عند 2930.6 دولار للأوقية، مقارنة بـ 2901 دولار في لندن، بفارق يقارب 30 دولارًا، وهو ما يعكس الطلب القوي داخل أمريكا.

وفقًا لمصادر في BullionVault، فإن المستودعات الأمريكية تخزن الآن ما يعادل أربع سنوات من الطلب الاستهلاكي على الذهب، في خطوة قد تعزز من استقلال أمريكا عن الأسواق الخارجية إذا اندلعت أزمة تجارية جديدة.

يقول أدريان آش، مدير الأبحاث في BullionVault:
"ترامب قد يفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على واردات الذهب دون أن يؤثر ذلك على الأسعار المحلية، لأن هناك ما يكفي من الذهب في الخزائن".

هل تتأثر سلاسل التوريد العالمية للذهب؟

عملية نقل الذهب بهذا الحجم من لندن إلى نيويورك تسببت في اضطرابات بسوق الذهب العالمي، حيث انخفض توفر المعدن النفيس في المخازن الخاصة بلندن، التي تُعتبر واحدة من أكبر مراكز تخزين الذهب في العالم.

بيانات من جمعية سوق السبائك في لندن أظهرت انخفاض احتياطيات الذهب للشهر الثالث على التوالي، حيث تراجعت الكميات بنسبة 1.7% في يناير 2025 مقارنة بديسمبر 2024.

الذهب - أرشيفية

كما ارتفعت صادرات الذهب من سويسرا إلى الولايات المتحدة لأعلى مستوى لها في 13 عامًا، وفقًا لبيانات الجمارك السويسرية.

سنغافورة أيضًا زادت من شحناتها إلى أمريكا، ما يعكس تغييرًا جوهريًا في تدفقات الذهب العالمية.

يقول جون ريد، محلل الأسواق المالية:
"سلاسل التوريد تعطلت بسبب هذا التحرك المفاجئ، مما أدى إلى انخفاض احتياطيات الذهب في لندن، وامتصاص أمريكا لكميات ضخمة من الذهب من الدول الأخرى".

هل نشهد أزمة ذهب جديدة؟

مع استمرار ترامب في سياسته الحمائية، واستعداد الأسواق لتغييرات جذرية في التجارة العالمية، قد تؤدي هذه التحركات إلى مزيد من التقلبات في أسعار الذهب عالميًا.

السيناريوهات المحتملة:
إذا تم فرض رسوم جمركية جديدة، فقد ترتفع أسعار الذهب داخل أمريكا بينما تنخفض في الأسواق العالمية الأخرى.
قد تتسابق الدول الأخرى مثل الصين والهند لاستيراد الذهب قبل فرض تعريفات جديدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالميًا.
إذا لم يتم فرض رسوم جديدة، فقد يتراجع الطلب الأمريكي، مما قد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في الأسعار.

في كل الأحوال، فإن التغيرات الحالية في سوق الذهب تعكس تحركات غير مسبوقة، وتكشف عن مخاوف حقيقية من قرارات ترامب المقبلة.

هل يصبح العالم علي أعتاب أزمة ذهب جديدة ؟

تم نقل أكثر من 600 طن من الذهب من لندن إلى نيويورك منذ ديسمبر 2024.
التحرك جاء استجابة لمخاوف فرض تعريفات جمركية على الذهب من قبل ترامب.
تجار الذهب والبنوك الأمريكية يسعون للتحوط ضد أي اضطرابات محتملة.
احتياطيات الذهب في لندن تتراجع بسبب التحول نحو نيويورك.
أسعار الذهب قد تشهد تقلبات كبيرة خلال الأشهر المقبلة بناءً على قرارات ترامب التجارية.

هل نحن على أعتاب أزمة ذهب جديدة؟ أم أن هذه التحركات مجرد خطوة احترازية من المستثمرين؟