بابا الفاتيكان في عيد الميلاد 25 ديسمبر 2025: نداء إنساني صادم لغزة ودموع في بيت لحم بعد عام من الحرب
استنكر بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، موجّهًا نداءً مباشرًا هزّ مشاعر الملايين حول العالم، خلال عظته التي ألقاها، الخميس، في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان.
ويُعد ليو الرابع عشر أول بابا من الولايات المتحدة، وقد كسر تقاليد الصمت السياسي المعتاد في هذه المناسبة الدينية، حين خصّ غزة بحديث مؤلم عن معاناة المدنيين العزّل في قلب الشتاء القارس.
عظة الميلاد.. غزة حاضرة في قلب الفاتيكان
قال بابا الفاتيكان بنبرة مؤثرة:
«كيف لنا… ألا نفكر في الخيام في غزة، التي ظلت لأسابيع مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد؟»
وأضاف خلال عظته أن العالم لا يمكنه تجاهل هشاشة السكان العزّل الذين خبروا الحروب المتتالية، سواء تلك التي ما زالت مستمرة أو التي انتهت تاركة خلفها الركام والجروح المفتوحة.
وجاءت كلمات البابا في وقت تفاقمت فيه معاناة سكان قطاع غزة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة والمنخفضات الجوية في اقتلاع خيام النازحين، ليجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم في العراء، وسط تسجيل ضحايا بسبب البرد القارس ونقص وسائل التدفئة.

غزة تحت المطر والبرد.. مأساة إنسانية مستمرة
تزامنت عظة بابا الفاتيكان مع تحذيرات إنسانية من كارثة شتوية في غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام مهترئة، بعدما دمرت الحرب منازلهم وبنيتهم التحتية، في ظل نقص حاد في المساعدات الإنسانية وغياب أبسط مقومات الحياة.
ويرى مراقبون أن رسالة البابا حملت ضغطًا أخلاقيًا ودينيًا على المجتمع الدولي، في لحظة رمزية تمثل ذروة الاحتفال المسيحي بالسلام والمحبة.
بيت لحم تستعيد عيد الميلاد بعد توقف الحرب

في المقابل، شهدت بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح حسب المعتقد المسيحي، عودة احتفالات عيد الميلاد للمرة الأولى منذ توقف الحرب على غزة.
وليل الأربعاء، احتشد مئات المصلين داخل كنيسة المهد، في أجواء روحانية مؤثرة، بعد عامٍ اقتصرت فيه الاحتفالات على الشعائر الدينية فقط، دون مظاهر فرح، تضامنًا مع ضحايا الحرب.
الكشافة تعود إلى الشوارع والكنيسة تكتظ بالمصلين
عادت هذا العام فرق الكشافة لتجوب شوارع بيت لحم على أنغام الموسيقى، في مشهد غاب طويلًا بسبب الحرب، بينما غصّت كنيسة المهد بالمصلين قبل منتصف الليل بساعات، واضطر كثيرون للوقوف أو الجلوس على الأرض انتظارًا للقداس التقليدي.
وعند الساعة 23:15 بالتوقيت المحلي، دخل عشرات رجال الدين إلى الكنيسة وسط أجواء مهيبة، يتقدمهم بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، الذي بارك الحشود ودعا إلى السلام.
بيتسابالا: الجراح عميقة لكن الأمل لم يمت
وخلال كلمته، أشار الكاردينال بيتسابالا إلى زيارة قام بها مؤخرًا إلى القدس، مؤكدًا أن المعاناة ما زالت قائمة رغم وقف إطلاق النار، خصوصًا مع مواجهة مئات الآلاف برد الشتاء القاسي داخل خيام متهالكة ومنازل مدمرة.
وقال:
«رغم عمق الجراح، فإن رسالة عيد الميلاد ما زالت تتردد هنا وهناك… عندما التقيت بالناس، تأثرت بقوتهم وبإصرارهم على البدء من جديد».
عيد الميلاد بين الألم والأمل
بين نداء الفاتيكان المؤلم لغزة ودموع الفرح الحذرة في بيت لحم، جاء عيد الميلاد هذا العام محمّلًا برسائل إنسانية قوية، تعكس التناقض الصارخ بين المعاناة المستمرة والأمل المتجدد، في منطقة لا تزال تبحث عن سلامٍ حقيقي.





