نرمين نبيل تكتب :ريهام عبد الغفور: ضحية الترند وانتهاك الخصوصية
لكل إنسان الحق الطبيعي في أن يعيش حياته بحرية كاملة، أن يرتدي ما يشاء، وأن يجلس أو يتحرك كما يشعر بالراحة، دون أن يتعرض للمراقبة أو الانتقاد، ودون أن تُنتهك خصوصيته. الحرية الشخصية ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي أساس كرامة الإنسان وحق أساسي يكفله القانون والأخلاق في أي مجتمع يحترم ذاته.
الحرية الشخصية.. خط الدفاع الأول عن الكرامة
عندما يُنتَهك هذا الحق باسم التسلية أو البحث عن الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي، يصبح الأمر أكثر من مجرد تصرف خاطئ؛ إنه اعتداء مباشر على الكرامة الإنسانية.
ما حدث مع الفنانة ريهام عبد الغفور في الآونة الأخيرة مثال صارخ على هذا الانتهاك. أثناء حضورها عرضًا عامًا لفيلمها الجديد، تم التقاط صور ومقاطع لها بدون إذن، وانتشرت بشكل واسع على السوشيال ميديا، ترافقها تعليقات ساخرة ومهينة.

انتهاك صريح لحرتهيا الشخصية وخصوصيتها
هذا التصرف لم يكن مجرد فضول إعلامي، بل انتهاك صريح لحرتهيا الشخصية وخصوصيتها. ريهام، مثل أي فرد في المجتمع، لها الحق في ارتداء ما تريد، والجلوس كما تشاء، والتحرك بحرية دون خوف من التعرض للسخرية أو التدخل في حياتها الخاصة.
الحرية الشخصية جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان. إن أي محاولة للتحكم في تصرفات الآخرين أو انتقادهم بسبب اختياراتهم في الملبس أو الحركة، حتى على سبيل المزاح أو التريند، تعكس أزمة ثقافية واجتماعية أوسع. في عالم تتسارع فيه منصات التواصل الاجتماعي، أصبح البعض ينسى أن وراء كل صورة أو مقطع شخص حقيقي له مشاعره وحقوقه، وليس مجرد مادة لإثارة التفاعل أو زيادة المشاهدات. الانتهاك بهذا الشكل يترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على الضحية، وقد يؤدي إلى شعور بالخوف أو القلق عند ممارسة أبسط حقوقها الطبيعية.

محاسبة كل من يتجاوز حدود الأخلاق
التضامن مع ريهام عبد الغفور ليس مجرد دعم لشخص بعينه فقط، بل موقف إنساني يعكس احترام حقوق الآخرين وحرياتهم. الفنانون، مثل أي إنسان، لهم الحق في الحياة الخاصة، ويجب أن يكون المجتمع والقانون والوسط الفني حاميًا لهذه الحقوق. النقابات الفنية والردود الإيجابية من زملائها وجمهورها تؤكد أن المجتمع قادر على محاسبة كل من يتجاوز حدود الأخلاق والقانون.
من المهم أيضًا أن نؤكد أن حرية الإنسان في اختيار ملابسه ووضعه وسلوكه لا تعني أي تجاوز أو إساءة للآخرين، لكنها تعني حقه في العيش دون تدخل خارجي أو انتهاك للخصوصية. هذه الحرية تعكس احترام ونضج المجتمع ووعيه بأهمية حماية كرامة كل فرد، وعدم تحويل الحياة الخاصة إلى مادة للتسلية أو التريند.
في النهاية، ريهام عبد الغفور لم تخطئ في شيء. كرامتها وحقها في الحرية الشخصية خط أحمر، ويجب أن يكون موقفنا التضامني معها رسالة واضحة لكل من يحاول التدخل في حياة الآخرين: الحرية الشخصية ليست لعبة أو تريند مؤقت، بل حق أساسي يجب حمايته دائمًا، ويجب أن نحترمه كشرط أساسي لأي مجتمع إنساني حضاري
















