بعد 9 أشهر من الصمت.. الحوثيون يقرّون بمقتل «عقل المسيّرات الخفي» وضربة موجعة لبرنامج الطائرات بدون طيار
بعد 9 أشهر من التكتم والغموض، أقرت مليشيات الحوثي رسميًا بمقتل أحد أخطر قياداتها العسكرية وأكثرهم غموضًا، القيادي زكريا عبدالله يحيى حجر، المكنى بـ«هاجر»، والذي يُوصف داخل الأوساط الأمنية بأنه العقل الخفي لبرنامج الطائرات المسيّرة التابع للجماعة، إلى جانب عدد من مساعديه البارزين.
وجاء الاعتراف الحوثي عبر دعوات تداولها ناشطون موالون للجماعة، الأربعاء، لتشييع 5 قيادات عسكرية ينتحلون رتبًا عليا بين “لواء” و“عميد”، في خطوة كشفت حجم الخسارة التي حاولت الجماعة إخفاءها طويلًا.

ضربات أمريكية أنهت أخطر العقول
وبحسب المعلومات، لقي “هاجر” مصرعه مع:
-
شقيقه أحمد زكريا حجر
-
عبدالله يحيى عبدالله حجر
-
حسين يحيى عبدالله الهاشمي
-
محمد خالد يحيى أحمد الحيفي (مسؤول عمليات القوة الصاروخية)
وذلك خلال ضربات أمريكية دقيقة نُفذت في مارس/آذار الماضي، واستهدفت مواقع حساسة مرتبطة ببرامج الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف المتأخر يعكس ارتباكًا داخليًا كبيرًا داخل صفوف الحوثيين، بعد فقدانهم عقولًا تشغيلية يصعب تعويضها.

من هو «هاجر»؟ العقل الأخطر في الظل
يُعد زكريا حجر (40 عامًا) أحد أخطر القيادات الميدانية غير الظاهرة إعلاميًا داخل مليشيات الحوثي، والمتخصص الأول في الجانب الفني والتقني للطائرات بدون طيار.
وبحسب مصادر أمنية، تلقى “هاجر”:
-
دورات متقدمة على يد خبراء من الحرس الثوري الإيراني
-
تدريبًا مباشرًا من عناصر حزب الله اللبناني
-
إشرافًا على تطوير وتشغيل مسيّرات إيرانية الصنع
وكان يعمل دائمًا بعيدًا عن الأضواء، ويتحرك ضمن دوائر مغلقة تضم خبراء أجانب، ما جعله هدفًا استخباراتيًا بالغ الأهمية.
نفوذ عائلي ودعم مباشر من قيادة الحوثيين
لم يكن “هاجر” مجرد خبير تقني، بل كان يتمتع بنفوذ استثنائي داخل الجماعة، نظرًا لصلاته العائلية والمصاهرة مع قيادات بارزة، بينها دوائر قريبة من زعيم الجماعة.
كما حظي بدعم مباشر من قيادة الحوثيين، باعتباره أحد أكثر العناصر ولاءً وثقة داخل الشبكة السلالية التي تتحكم في مفاصل القرار العسكري.
مصنف إرهابيًا منذ 2022
في 31 أغسطس/آب 2022، أدرجت السعودية زكريا حجر ضمن قائمة الإرهاب إلى جانب 4 قيادات أخرى، بسبب تورطه المباشر في:
-
إطلاق الصواريخ الباليستية
-
تشغيل الطائرات المسيّرة
-
إدارة هجمات عابرة للحدود
وكانت تقارير أمنية قد حذّرت آنذاك من دوره المحوري في تصعيد الهجمات الجوية.
ضربة قاصمة لبرنامج المسيّرات
يرى محللون أن مقتل “هاجر” يمثل ضربة قاصمة لبرنامج الطائرات المسيّرة الحوثي، خاصة في ظل خسارة الجماعة خلال عام 2025 عددًا من القيادات النوعية، أبرزهم رئيس أركان المليشيات محمد عبدالكريم الغماري.
ويؤكد خبراء عسكريون أن:
-
تعويض خبراء من هذا المستوى يستغرق سنوات
-
البرامج التقنية الحساسة تتأثر بشدة بفقدان العقول المشغلة
-
الدعم الإيراني لا يعوض دائمًا غياب القيادات المحلية المدربة
اعتراف متأخر.. ورسائل خفية
يقرأ مراقبون هذا الاعتراف الحوثي المتأخر كرسالة مزدوجة:
-
داخليًا: لاحتواء الغضب داخل صفوف المليشيات
-
خارجيًا: لتأكيد استمرار البرنامج رغم الضربات
إلا أن الواقع الميداني يشير إلى أن الجماعة تلقت ضربة موجعة في أحد أكثر ملفاتها العسكرية حساسية.
















