الجيش الإسرائيلي يحذّر: من سيطرت حماس الكاملة على غزة قبل لقاء نتنياهو–ترامب
يتنامى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اعتقادٌ متزايد بأن غياب قرار سياسي–عسكري حاسم في المرحلة الحالية قد يسمح لحركة حماس بإعادة بسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، وإعادة بناء قدراتها، بما يؤدي إلى تقويض ما تصفه إسرائيل بـ«إنجازات الحرب» التي تحققت خلال الشهور الماضية.
وفي ظل ترقّب واسع لاجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الشهر الجاري، تحذّر قيادات عسكرية إسرائيلية من أن استئناف القتال قد يصبح الخيار الوحيد القادر – من وجهة نظرهم – على نزع سلاح حماس بشكل كامل.
حالة انتظار داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية

بحسب ما أورده موقع واللا العبري، فإن النظامين الأمني والسياسي في إسرائيل يعيشان حالة ترقّب وقلق، بانتظار ما ستسفر عنه قرارات وتفاهمات لقاء نتنياهو–ترامب، الذي يُنظر إليه باعتباره محطة مفصلية في تحديد مستقبل الحرب على غزة.
ويشير التقرير إلى أن غياب الرؤية السياسية الواضحة دفع المؤسسة العسكرية إلى إعادة تقييم الموقف الميداني، وسط قناعة تتعزز تدريجيًا بأن لا مسار سياسي ولا قوة دولية قادرة على نزع سلاح حماس فعليًا.
الجيش الإسرائيلي: لا أحد قادر على نزع سلاح حماس سوى الجيش
تؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة التي ترى نفسها قادرة – بالقوة العسكرية – على تفكيك القدرات القتالية لحماس، مشيرة إلى أن الحركة:
-
وافقت على وقف إطلاق النار فقط تحت ضغط عسكري وسياسي غير مسبوق
-
لم تُبدِ أي استعداد حقيقي للتخلي عن سلاحها
-
تستغل فترات التهدئة لإعادة التنظيم وإعادة الانتشار
وترى هذه المصادر أن استئناف القتال سيظل خيارًا مطروحًا بقوة ما لم تُفرض ترتيبات جديدة تغيّر واقع السيطرة في غزة.
الموقف الأمريكي: لا تراجع عن إعادة إعمار غزة

في المقابل، تكشف مصادر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن المرحلة الثانية من الخطة، والتي تشمل إعادة إعمار قطاع غزة، حتى في ظل التحذيرات الإسرائيلية من عودة حماس للتموضع.
هذا التباين بين الرؤية العسكرية الإسرائيلية والموقف الأمريكي يخلق، وفق التقرير، مساحة رمادية تؤجل الحسم، وتفتح الباب أمام سيناريو «كسب الوقت» بدل المواجهة المباشرة.
غموض حول ترسانة حماس العسكرية
بحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، لا توجد حتى الآن صورة استخباراتية دقيقة لحجم ما تبقى من ترسانة حماس العسكرية داخل غزة، وسط معطيات تشير إلى:
-
عدم وجود تهريب أسلحة عبر سيناء في المرحلة الراهنة
-
إخضاع الشاحنات القادمة إلى غزة لتفتيش مشدد
-
اعتماد حماس على ما تبقى لديها من مخزون سابق
وتؤكد هذه التقديرات أن نزع السلاح بالقوة فقط هو السيناريو الواقعي من وجهة النظر الإسرائيلية، في ظل غياب أي ضمانات دولية فاعلة.
«حماس اليوم ليست كما كانت»… قراءة إسرائيلية جديدة

ينقل تقرير "واللا" توصيفًا لافتًا للوضع الحالي داخل غزة، إذ يرى أن حماس خرجت من مرحلة الاختباء إلى مرحلة إدارة الحكم مجددًا، حيث:
-
خرجت عناصرها من الأنفاق
-
استعادت السيطرة الإدارية والأمنية
-
تمتلك وفرة في الغذاء والطاقة
-
لا تواجه أزمة إنسانية خانقة كما في ذروة الحرب
ووفق هذا التصور، فإن الحركة باتت في وضع أكثر استقرارًا يسمح لها بإعادة بناء قوتها بهدوء، بعيدًا عن ضغط المعارك المباشرة.
خياران أمام الجيش الإسرائيلي
الخيار الأول: الإبقاء على الوضع الراهن
ويعني:
-
استمرار حماس في إعادة بناء نفسها اقتصاديًا وإداريًا وعسكريًا
-
تقويض تدريجي لإنجازات الجيش الإسرائيلي
-
استعداد متبادل لجولة قتال قادمة بشروط أسوأ
الخيار الثاني: العودة إلى القتال
ويشمل:
-
توجيه إنذار نهائي لحماس لإعادة آخر جثمان أسير إسرائيلي
-
المطالبة بنزع سلاحها بالكامل
-
استئناف العمليات العسكرية الواسعة في غزة
غير أن التقرير يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه لا يبدو متحمسًا حاليًا لهذا الخيار دون غطاء سياسي ودولي واضح.
لماذا يُرجَّح خيار «كسب الوقت»؟
على الرغم من التحذيرات، يرى التقرير العبري أن الخيار الأول – أي الإبقاء على الوضع القائم – يبدو حتى الآن الأكثر واقعية، استنادًا إلى:
-
الرسائل القادمة من واشنطن
-
الضغوط الدولية لتجنب حرب شاملة جديدة
-
حسابات داخلية تتعلق بتكلفة العودة إلى القتال
لكن هذا الخيار، وفق المؤسسة العسكرية، يحمل في طياته مخاطر استراتيجية كبيرة على المدى المتوسط.
اسرائيل نتظر الضوء الأخضر الأمريكي
تقف إسرائيل اليوم عند مفترق طرق حاسم في ملف غزة:
بين جيش يرى أن الحسم العسكري لم يكتمل، وقيادة سياسية تنتظر الضوء الأخضر الأمريكي، وإدارة أمريكية توازن بين الأمن وإعادة الإعمار.
ويبقى السؤال المفتوح:
هل يقود لقاء نتنياهو–ترامب إلى قرار حاسم، أم يفتح الباب أمام مرحلة طويلة من إدارة الصراع بدل حسمه؟
















