تحذير أممي
السودان تدخل مرحلة أكثر دموية وخطر امتدادها إقليميًا يهدد المنطقة
أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا غير مسبوق بشأن الحرب في السودان، مؤكدة أن الصراع يدخل مرحلة أكثر دموية مع تصاعد احتمالات امتداده إلى دول الجوار، في ظل ما وصفته بـ«التعقيدات الإقليمية المتزايدة» وغياب أفق سياسي قريب لوقف القتال. ودعت المنظمة الدولية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
تحذير عاجل من امتداد الصراع إقليميًا
ناقوس خطر يدق في مجلس الأمن

خلال إحاطة مساء الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي، استعرض كبار المسؤولين السياسيين والإنسانيين بالأمم المتحدة التدهور الأمني والإنساني الحاد في السودان، محذرين من أن استمرار القتال قد يجر دول الجوار إلى حرب أوسع نطاقًا إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وأكدت الإحاطة أن قوى إقليمية باتت حريصة على استمرار الصراع بما يخدم حسابات النفوذ والمصالح، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد ويُطيل أمد المعاناة الإنسانية.
أمريكا في مجلس الأمن: إدانة وانتهاكات ودعوة لهدنة بلا شروط
اتهامات وانتهاكات جسيمة

شهدت جلسات مجلس الأمن مواقف حادة، حيث طرحت الولايات المتحدة إدانة لاستخدام أسلحة محرّمة وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين، إلى جانب دعوة لهدنة فورية بلا شروط تفتح الباب أمام مسار إنساني وسياسي. ورغم ذلك، لم تترجم هذه الدعوات حتى الآن إلى وقف عملي لإطلاق النار على الأرض.
«كل يوم يجلب دمارًا مذهلًا».. شهادة أممية من قلب الأزمة
موسم الجفاف يصعّد القتال
قال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية خالد خياري إن المخاوف من أن يؤدي موسم الجفاف إلى تصعيد القتال قد تأكدت بالفعل، مضيفًا:
«كل يوم يمر يجلب معه مستويات مذهلة من العنف والدمار. المدنيون يعانون معاناة هائلة لا يمكن تصورها، ولا نهاية تلوح في الأفق».
بؤر الاشتعال: كردفان في قلب المواجهة
مكاسب ميدانية وتداعيات نفطية
أوضحت الأمم المتحدة أن الصراع تركّز في الأسابيع الأخيرة بمنطقة كردفان، حيث حققت قوات الدعم السريع مكاسب إقليمية لافتة، شملت:
-
السيطرة على بابانوسة في غرب كردفان مطلع ديسمبر.
-
الاستيلاء على هجليج في جنوب كردفان بعد أسبوع، وهي منشأة نفطية رئيسية ومركز معالجة لصادرات نفط جنوب السودان.
وتُعد هذه التطورات تصعيدًا استراتيجيًا يضاعف مخاطر التدويل، نظرًا لحساسية البنية التحتية النفطية وتشابك المصالح العابرة للحدود.
حصار مدن وانسحابات وتوغلات عابرة للحدود
جنوب كردفان تحت الضغط

أفادت التقارير بفرض حصار مشدد على كادوغلي وديلينغ بجنوب كردفان، مع انسحاب وحدات عمليات خاصة تابعة للجيش من بعض المناطق باتجاه جنوب السودان.
وفي الوقت ذاته، أشارت المعلومات إلى توغل قوات من جنوب السودان داخل الأراضي السودانية لحماية البنية التحتية النفطية في هجليج، ما يعكس تشابكًا إقليميًا متزايدًا يهدد بتوسيع رقعة الحرب.
أبعاد إنسانية كارثية ونزوح بالملايين
منذ أبريل 2023.. بلد على حافة الانهيار
اندلعت الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومنذ ذلك الحين امتد القتال إلى معظم أنحاء البلاد، مدمّرًا المدن والبنية التحتية، ومتسببًا في نزوح ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا، مع تدهور غير مسبوق في الأمن الغذائي والخدمات الصحية.
دعوة أممية للتحرك الفوري
ثلاث أولويات لا تحتمل التأجيل
شدّدت الأمم المتحدة على ضرورة:
-
حماية المدنيين ووقف استهدافهم فورًا.
-
ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو ابتزاز.
-
الضغط الدولي لوقف فوري للأعمال العدائية يمهّد لمسار سياسي شامل.
وحذّر خياري من أن التقاعس الدولي سيُفاقم المخاطر، قائلًا إن «جيران السودان قد ينجرّون إلى حرب أوسع نطاقًا إذا لم يُعالج الوضع الآن».
صراع محلي بأدوات إقليمية
تؤكد التحذيرات الأممية أن الحرب في السودان لم تعد شأنًا داخليًا، بل صراعًا ذو أبعاد إقليمية متسارعة، تغذّيه حسابات النفوذ والطاقة والحدود. وبينما تتزايد المكاسب العسكرية هنا وهناك، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، في انتظار إرادة دولية حاسمة تُوقف نزيف الدم وتفتح نافذة أمل للسلام.
















