إسرائيل تشعل الحروب على كل الجبهات
تحذيرات من ضربة مفاجئة… وصواريخ إيران في مرمى التصعيد الأمريكي – الإسرائيلي
كشفت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن تحذيرات إسرائيلية رسمية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن التدريبات الصاروخية التي يجريها فيلق الحرس الثوري الإيراني قد لا تكون مجرد مناورات عسكرية، بل ستارًا لهجوم مفاجئ محتمل، ما ينذر بانفجار مواجهة جديدة قد تمتد آثارها إلى المنطقة بأكملها.
تحذير إسرائيلي عبر «أكسيوس»
نقل موقع أكسيوس عن مصادر إسرائيلية وأمريكية وصفت بـ«المطلعة»، أن تل أبيب أبلغت واشنطن بقلقها المتزايد من التحركات العسكرية الإيرانية الأخيرة، خاصة التدريبات الصاروخية واسعة النطاق التي ينفذها الحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الماضية.

وأكدت المصادر أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة حتى الآن تشير فقط إلى تحركات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، دون وجود دليل قاطع على نية تنفيذ هجوم فوري، إلا أن الجيش الإسرائيلي بات أكثر حساسية تجاه أي تحركات إيرانية، مقارنة بالسنوات السابقة، في ظل التجارب المريرة التي مرت بها المنطقة.
عقدة 7 أكتوبر… ذاكرة الهجوم المفاجئ
أشارت المصادر إلى أن هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، شكّل نقطة تحول في العقلية الأمنية الإسرائيلية، إذ باتت تل أبيب تتعامل مع أي نشاط عسكري غير اعتيادي على أنه إنذار مبكر لهجوم محتمل.

وقال أحد المصادر:
«فرص وقوع هجوم إيراني أقل من 50%، لكن لا أحد مستعد لتحمل المخاطرة والقول إنها مجرد تدريبات عسكرية».
كما لفت التقرير إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد أبدت مخاوف مشابهة قبل ستة أسابيع عقب رصد تحركات صاروخية إيرانية، لكنها لم تُفضِ في ذلك الوقت إلى أي هجوم فعلي.
الموقف الأمريكي: لا مؤشرات على هجوم وشيك
في المقابل، نقل الموقع عن مصدر أمريكي قوله إن الاستخبارات الأمريكية لا تمتلك حاليًا أي مؤشرات تؤكد قرب تنفيذ هجوم إيراني، في محاولة لتهدئة المخاوف الإسرائيلية ومنع الانزلاق إلى تصعيد غير محسوب.
ورغم ذلك، لم تُخفِ واشنطن قلقها من إمكانية سوء التقدير بين الطرفين، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب مباشرة نتيجة ضربة وقائية خاطئة.
تنسيق عسكري رفيع المستوى
وفي إطار التصعيد الدبلوماسي – العسكري، أجرى إيال زامير، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، اتصالًا هاتفيًا مع براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM، أبلغه خلاله بقلق إسرائيل من التدريبات الصاروخية الإيرانية.
وأكد زامير أن التحركات الإيرانية قد تُستخدم كغطاء لهجوم مفاجئ، مطالبًا بتنسيق دفاعي واستخباراتي وثيق بين الجانبين.
كما التقى كوبر، الذي كان في زيارة رسمية إلى تل أبيب، بكبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناقشة تطورات المشهد العسكري واحتمالات التصعيد.
نتنياهو وترامب… مواجهة على طاولة واشنطن
في سياق متصل، تستعد الساحة السياسية لتطور بالغ الحساسية، إذ من المقرر أن يلتقي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 29 ديسمبر في مدينة ميامي.
وبحسب مصادر إسرائيلية، يعتزم نتنياهو طرح عدة ملفات ساخنة، أبرزها:
-
إعادة بناء إيران لقدراتها الصاروخية
-
إمكانية شن ضربة عسكرية جديدة ضد طهران خلال عام 2026
-
تداعيات ما يُعرف بـ«حرب الأيام الاثني عشر» التي شهدها يونيو الماضي
وكان تقرير لشبكة NBC News أول من كشف عن نية نتنياهو إثارة هذا الملف مع ترامب.
بعد «حرب الأيام الاثني عشر»… أرقام مقلقة
أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية بأن طهران شرعت في إعادة بناء ترسانتها الصاروخية بوتيرة متسارعة منذ انتهاء حرب يونيو، حيث تشير التقديرات إلى أن إيران:
-
كانت تمتلك نحو 3000 صاروخ قبل الحرب
-
بقي لديها حوالي 1500 صاروخ بعد انتهائها
-
فقدت قرابة 200 منصة إطلاق من أصل 400
ورغم ذلك، ترى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد أن وتيرة إعادة البناء الحالية لا تستدعي ضربة عسكرية فورية خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنها تحذر من أن الوضع قد يصبح أكثر إلحاحًا لاحقًا في عام 2026.
حرب على كل الجبهات… ومخاوف من الانفجار الكبير
يحذر خبراء استراتيجيون من أن الخطر الأكبر لا يكمن في نية الهجوم بحد ذاتها، بل في سوء التقدير المتبادل، إذ قد يعتقد كل طرف أن الآخر يوشك على مهاجمته، فيبادر بضربة استباقية تشعل حربًا إقليمية شاملة.
وبين تحذيرات إسرائيل، وحسابات واشنطن، واستعدادات طهران، يبدو الشرق الأوسط مقبلًا على مرحلة شديدة الحساسية، تتداخل فيها السياسة بالأمن، وتتحول فيها المناورات العسكرية إلى شرارات محتملة لحرب جديدة.
















