طهران ترفع الجاهزية وتلوّح بالردع
عراقجي يؤكد: إيران لا تسعى لحرب جديدة لكنها مستعدة لأي هجوم أمريكي أو إسرائيلي
دخلت إيران مرحلة جديدة من الاستعداد العسكري والسياسي، مع رسائل واضحة مفادها أن طهران لا تبحث عن مواجهة جديدة، لكنها لن تُفاجأ بأي تصعيد قادم من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده باتت في حالة جاهزية أعلى مما كانت عليه خلال المواجهة السابقة، معتبرًا أن الاستعداد هو الوسيلة الأنجع لمنع اندلاع حرب جديدة في منطقة تعيش أصلًا على حافة الاشتعال.

عراقجي: الاستعداد لمنع الحرب لا لإشعالها
في مقابلة مع شبكة RT، قال عراقجي بوضوح:
«نحن لا ننكر احتمال وقوع هجمات جديدة، لكن إيران على أتم الاستعداد… استعدادنا اليوم أكبر من المرة السابقة».
وأوضح أن هذا الاستعداد لا يعني نية الذهاب إلى حرب، بل يأتي في إطار عقيدة الردع، مضيفًا:
«أفضل طريقة لمنع الحرب هي الاستعداد لها، وإذا أرادوا تكرار التجربة المؤسفة فلن يحققوا نتائج أفضل».
ماذا بعد حرب الـ12 يومًا؟
الحرب الأخيرة، التي استمرت قرابة 12 يومًا، شكّلت اختبارًا قاسيًا للبنية العسكرية والأمنية الإيرانية، لكنها – بحسب المسؤولين في طهران – كشفت أيضًا عن قدرة البلاد على امتصاص الضربات وإعادة البناء بسرعة.
أبرز ما تغيّر بعد الحرب:
-
إعادة تأهيل المنشآت التي تضررت خلال الهجمات.
-
تعزيز منظومات الدفاع الجوي والراداري.
-
رفع مستوى التنسيق بين الأذرع العسكرية المختلفة.
-
توسيع نطاق الاستعداد الاستخباراتي لاحتمالات الضربات المفاجئة.
وأكد عراقجي أن كل ما تضرر تم إصلاحه بالفعل، في رسالة مباشرة إلى تل أبيب وواشنطن بأن سياسة الضربات المحدودة لم تعد كافية لتحقيق أهداف استراتيجية.

نتنياهو وترامب… ملف إيران يعود إلى الواجهة
في المقابل، كشفت شبكة NBC أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن توسيع إيران لبرنامجها الصاروخي الباليستي يمثل تهديدًا مباشرًا قد يستدعي تحركًا عاجلًا.
وبحسب التسريبات:
-
نتنياهو سيعرض خيارات عسكرية واستخباراتية لمواجهة أي تصعيد إيراني محتمل.
-
إسرائيل تضغط باتجاه ضربة استباقية أو عمليات سرية موسعة.
-
واشنطن تبدو أكثر حذرًا، ولا تُفضل الانجرار إلى حرب شاملة في الوقت الراهن.
طهران بين الردع والدبلوماسية
رغم لغة الاستعداد العسكري، لم تُغلق إيران باب الدبلوماسية. فقد أعربت طهران عن اهتمام مشروط باستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، سواء حول الملف النووي أو التهدئة الإقليمية، وهو ما قد يربك الحسابات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، لمح ترامب الأسبوع الماضي إلى إمكانية العودة للمفاوضات، لكنه في الوقت ذاته وجه تحذيرًا صريحًا لإيران من محاولة إعادة بناء برامجها الصاروخية أو النووية، قائلًا إن ذلك «سيستغرق وقتًا طويلًا».
معادلة الردع الجديدة في المنطقة
يرى مراقبون أن ما يجري حاليًا هو إعادة رسم لقواعد الاشتباك في الشرق الأوسط:
-
إيران تؤكد أنها تعلمت دروس حرب الـ12 يومًا.
-
إسرائيل تحاول استباق أي تعاظم في القدرات الإيرانية.
-
الولايات المتحدة تمسك العصا من المنتصف بين الردع والحوار.
وفي ظل هذه المعادلة، تبقى المنطقة أمام سيناريوهين لا ثالث لهما:
إما تهدئة محسوبة قائمة على الردع المتبادل، أو انفجار جديد قد يتجاوز حدود المواجهات السابقة.
رسالو طهران: ا جاهزون للحرب أكثر من أي وقت مضى.
تصريحات عراقجي لا يمكن قراءتها بمعزل عن سياق ما بعد حرب الـ12 يومًا، حيث تحاول طهران إرسال رسالة مزدوجة:
نحن لا نريد الحرب… لكننا جاهزون لها أكثر من أي وقت مضى.
وبين تحركات نتنياهو في واشنطن، وتحذيرات ترامب، واستعدادات إيران، يبدو أن الشرق الأوسط يعيش مرحلة هدوء حذر فوق فوهة بركان، ينتظر قرارًا واحدًا قد يغيّر مسار المنطقة بأكملها.






