الأكبر في الشرق الأوسط.. مصر والسعودية على أعتاب تشغيل مشروع الربط الكهربائي العملاق وتبادل 3000 ميجاوات
أعلنت الحكومة المصرية دخول مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية مرحلته النهائية، تمهيدًا لبدء تشغيل المرحلة الأولى من أكبر مشروع ربط كهربائي في الشرق الأوسط، في إنجاز يُنتظر أن يُحدث تحولًا نوعيًا في أمن الطاقة الإقليمي ويؤسس لمرحلة جديدة من التكامل العربي في قطاع الكهرباء.

مشروع عملاق على أعتاب التشغيل
تابع مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم الأحد، الموقف التنفيذي لمشروع الربط الكهربائي المصري-السعودي، خلال اجتماع مع محمود عصمت، في إطار الاستعدادات النهائية لبدء التشغيل الفعلي للمشروع.
وأكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن المشروع يُجهَّز حاليًا في صورته النهائية، تمهيدًا لتشغيل المرحلة الأولى خلال الفترة القريبة المقبلة.
مرحلتان للتشغيل وتبادل آلاف الميجاوات
المرحلة الأولى
-
بدء تبادل 1500 ميجاوات بين الشبكتين المصرية والسعودية
-
تشغيل وشيك عقب الانتهاء من الاختبارات النهائية
المرحلة الثانية
-
بعد شهور قليلة من المرحلة الأولى
-
رفع القدرة المتبادلة إلى 3000 ميجاوات
وهو ما يمثل نقلة غير مسبوقة في حجم الربط الكهربائي بين دولتين عربيتين.
نسب إنجاز قياسية واختبارات ناجحة

جاء الإعلان عقب سلسلة تطورات متسارعة، حيث:
-
تجاوزت نسب التنفيذ 95% بنهاية نوفمبر الماضي
-
بدأ التشغيل التجريبي في ديسمبر الجاري
-
أُجريت اختبارات فنية ناجحة على الخطوط والمحطات
-
انطلقت تجارب الأحمال المتدرجة حاليًا
وتشير التوقعات الرسمية إلى:
-
بدء التشغيل التجريبي الكامل للخط الأول في الأسبوع الأول من يناير 2026
-
ما يعزز استقرار الشبكتين خلال فترات الذروة
الأكبر في الشرق الأوسط بتكلفة 1.8 مليار دولار
يُعد مشروع الربط الكهربائي المصري-السعودي:
-
الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط
-
بتكلفة إجمالية تقترب من 1.8 مليار دولار
-
بطول يتجاوز 1350 كيلومترًا
ويشمل:
-
خطوط نقل هوائية
-
كابلات بحرية عبر خليج العقبة
-
باستخدام تقنية التيار المباشر عالي الجهد (HVDC)
تحالفات دولية لتنفيذ المشروع

تم توقيع الاتفاقية الأساسية للمشروع عام 2012، قبل أن يُستأنف التنفيذ الفعلي خلال السنوات الأخيرة، بدعم من تحالفات دولية كبرى، من بينها:
-
هيتاشي إنرجي
-
أوراسكوم كونستراكشن
وهو ما ضمن نقل خبرات عالمية متقدمة في مشروعات الربط الكهربائي العملاقة.
لماذا يمثل المشروع نقلة استراتيجية؟
يعتمد المشروع على الاختلاف في أوقات الذروة بين البلدين:
-
ذروة مصر صيفًا
-
ذروة السعودية شتاءً
ما يحقق:
-
وفرًا اقتصاديًا كبيرًا في استهلاك الوقود
-
رفع كفاءة تشغيل محطات الكهرباء
-
تعزيز موثوقية واستقرار الشبكتين
-
تقليل مخاطر الانقطاعات خلال فترات الضغط
نواة لسوق عربية مشتركة للكهرباء
يرى خبراء الطاقة أن الربط المصري-السعودي:
-
يُمثل نواة حقيقية لسوق عربية مشتركة للكهرباء
-
يمهد لربط أوسع يشمل إفريقيا وآسيا وأوروبا
-
يدعم خطط التحول إلى الطاقة المتجددة في البلدين
كما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتبادل الطاقة، والسعودية كمحور رئيسي في شبكات الربط الآسيوية-الخليجية.
محطات تحويل استراتيجية

يشمل المشروع ثلاث محطات تحويل رئيسية:
-
بدر شرق القاهرة
-
تبوك في السعودية
-
المدينة المنورة
وتُعد هذه المحطات قلب المشروع، حيث تتحكم في عمليات التحويل والتبادل بين الشبكتين بأعلى معايير الأمان والكفاءة.
رسائل سياسية واقتصادية أوسع
يحمل المشروع رسائل متعددة:
-
عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض
-
التوجه نحو مشروعات بنية تحتية عابرة للحدود
-
تعزيز الأمن القومي الطاقي العربي
-
دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي
وهو ما ينسجم مع الرؤية المشتركة لكل من عبد الفتاح السيسي و**محمد بن سلمان** لتعزيز التعاون العربي في القطاعات الحيوية.
ماذا بعد التشغيل؟
مع دخول المشروع حيز التشغيل:
-
ستبدأ مرحلة التقييم والتوسع
-
دراسة ربط شبكات إضافية بالمنظومة
-
تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة
-
فتح الباب أمام استثمارات جديدة في قطاع الكهرباء
ليتحول المشروع من مجرد ربط ثنائي إلى منصة إقليمية للطاقة.




