سعيد محمد أحمد يكتب: حرب ترامب فى سوريا على الارهاب .. انعدام ثقة فى الجولاني أم إعادة تدوير للمشهد؟ ؟؟
ليس دفاعا عن نظام حافظ الأسد وبشار معا، وليس دفاعا أيضاً عن عما أثير من لغط بأن النظام كان يحارب تنظيميات ارهابية ممولة عربيًا وخليجياً وتركيا، لتحقيق أطماع تاريخيًا فى مقدرات الشعب السورى، والبعض الآخر انتقاماً من نظام وصفهم بأنهم أشباه رجال .
منذ عام ٢٠١١ وسوريا الدولة والوطن والنظام والمنطقة العربية بالكامل تحديداً تواجهه مخططا ارهابيا وإجراميا معا ومن الداخل ليحقق مطالب وأحلام إسرائيل فى التمدد فى المنطقة، وهو ما تم تنفيذه بالفعل حاليا من سيطرة إسرائيل التامه على كل من سوريا ولبنان وتحجيم اليمن والعراق مع تقليص امال ومطامع ايران والغاء نفوذها ودورها بقطّع أذرعها فى لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن .
اعداد المسرح العسكرى والسياسي للتخلص مما كان يسمى بمحور الممانعة
تمكنت إسرائيل وبدعم خليجى من إعداد المسرح العسكرى والسياسي فى المنطقة للتخلص مما كان يسمى بمحور الممانعة والمقاومة بقطع راس حزب الله بشكل نهائي ليس من جنوب لبنان فحسب بلدكن كل لبنان ونزع سلاحه والتخلص من النظام السورى وسقوط الدولة السوريا عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لسحق الجيش السورى والتخلص منه مع تدمير شامل لكل قدرات حماس فى مدة زمنية لاتتعدى شهرا كاملا .
اليوم الرئيس الامريكى دونالد ترامب يتندر وبسخرية شديدة القسوة بأنه تمكن من إهداء هضبة الجولان السورية المحتلة الى إسرائيل، والتى تعادل قيمتها ترليونات من الدولارات بلا مقابل "لليهود"، وبعد صراع دام ٧٠ عاما لتصبح سوريا كل سوريا تحت المظلة والحماية الاسرائليه ربما لعقود بل وتقسيمها إلى "أقاليم " منفصله وفق اجماع وترحيب دولى خليجى ، بتطبيق النظام الفيدرالى لكل منطقة فهناك اقليم دمشق وإقليم للدروز والأكراد والعلويون وتبقى المناطق المسيحية تحت الحماية الدولية.
فيما ينقسم السنة ما بين الطائفة المتشددة والمسماه جماعه بنى اميه، ومابين الاعتدال والتشدد والتطرف الجهادي، وسعت له هيئة تحرير الشام بتنفيذ مخططها وفق "فقه الدم" القائم على بث بذور الفتنة عبر ذئابها المنفردة التى عاثت فسادا فى الساحل السورى وفى جنوبها وفشلها الذريع فى بسط نفوذها على قوات سوريا الديمقراطية " قسد" فى شمال شرق الفرات .
كما أن إعلان ترامب الحرب على الارهاب جاء كرد انتقامى على مقتل ثلاثة جنود أمريكان فى منطقة "تدمر" بوسط سوريا قيل أنها معقل تنظيم داعش برغم الإعلان الامريكى مسبقا بانه تم الخلاص من تنظيم داعش ممثلا فى زعيمها ابو بكر البغدادى لتتضح الصورة حول طبيعة وحقيقة المخطط الشيطاني المسمى"الربيع العربى" أو بالأصح الشرق الأوسط الجديد ودعت اليه كونداليزا رايس ليصبح البديل"الربيع العبرى" .
ربيعا يحمل رياح مسمومة وجاء بالفعل خدمة لأمن إسرائيل
حقيقة الأمر كان ربيعا يحمل رياح مسمومة وجاء بالفعل خدمة لأمن إسرائيل،وقد تحقق بالفعل مع تغييرات فى سيناريو التنفيذ ليتم الخلاص بالدرجه الأولى من إحدى وأهم الدول المركزية وكانت تشكّل امنا قوميا عربيا وخليجياً لتصبح اليوم مطية لقوات الاحتلال الاسرائيلى ليمارس عربدته صباح مساء منتهكا كافه القرى المتواجدة فى درعا والقنيطرة وريف دمشق .
رسالة إسرائيل للجولاني
رسالة إسرائيل كانت واضحة ومختصرة منذ دخول الجولاني وعناصره دمشق ووصلت لأعتاب نومه فى محيط قصر الرئاسة السورية فى جبل قاسيون ومباشرة ومؤلمة ومهينة وطالت مقر وزارة الدفاع بتدمير جزئى، ولو ارادت لفعلتها ولكنها قواعد اللعبة وقواعد الاشتراك التى تم تبديلها وتغييرها شكليا من الأسماء فعوضا عن بشار جاء الجولاني وعوضا عن رفض النظام السورى التوقيع على اتفاقية السلام، جاء الجولاني ليسلم سوريا بالكامل وطواعية دون إبداء اية اعتراض او امتعاض من الانتهاك اليومى للاراضى السورية ليصبح الجنوب السورى بالكامل خارج سيطرته حكومته الموقتة وسيطرة هيئة تحرير الشام التى تضم العديد من العناصر الداعشية بملابس أمنية والالاف من الجهاديين المتقاتلين الأجانب .
كنا نتندر على السوريين أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على الجولان السورى المحتل منذ احتلالها فى هزيمة ٦٧ وحتى ما بعد انتصارات حرب أكتوبر وعودة مدينة القنيطرة محررة وفق اتفاقيات فصل القوات ٧٤ ولم يطلق نظام حافظ ولا نظام نجله بشار رصاصة واحدة ليصبح نظام حافظ وبشار الذى لم يوقع على اتفاق سلام ولم يعترف بوجود إسرائيل
حرب ترامب على الإرهاب: انتقام أم تصحيح مسار؟.
المؤكد ان حرب ترامب على الارهاب فى معظم الاراضى السورية جاء للتخلص من التنظيمات التى تحمل عده مسميات وأشرفت عليها ومولتها دولا خليجيه "قطر والسعودية والكويت والراعى العثمانى التركى لهم "، وتسليحها وتمويلها بملايين الدولارات وتسهيل مرورهم عبر الحدود التركية السورية والممتدة لألف كم وبناء قواعد لتلك الجماعات منذ احداث ٢٠١١ ليبدو ما تم صرفه على مدى اكثر من ١٥ عاما أصبح فى مهب الريح وليصبح الخاسر الوحيد الشعب السورى ووطن ودولة ولتتحمل الدول الخليجية مسؤولية ما تم تدميره فى سوريا من الحجر والبشر وإنسانياً واجتماعياً واقتصادياً.
ترامب وفق ما يراه بانه لن يسمح بوجود تنظيمات او خلايا ارهابية مسلحة كما لن يسمح بالمعارضة المسلحة المعتدلة والتى مولتها بعضا من الدول الخليجية وتركيا ايضا ليصبح ذلك الأمر فى خبر كان ٠
وضع سوريا على قائمة الدول المحظور دخول رعاياها الولايات المتحدة
يبقى المسموح به دعم الجيوش الوطنية.. ومع قبول ترامب لضمانات السعودية وقطر لتزعم ارهابى من فصيل داعش "الجولاني" رئيسا مؤقتاً لسوريا ومساهمة ترامب فى إلغاء العقوبات على سوريا مقابل قرابة ٦ ترليون دولار حصيلة زيارة للخليج برغم وجود حكومة مؤقتة وهشة وتحكم سوريا، حيث شكل مقتل جنديين امريكيين للرئيس ترامب صدمة شديدة عكرت صفو نجاحاته فى بعض الملفات وخاصة الملف السورى .
فيما دفعت الصدمة ترامب على الفور بوضع سوريا على قائمة الدول المحظور دخول رعاياها الولايات المتحدة وبما شكلا قلقا واهتزاز للثقة فى الجولاني وعدم قدرته فى السيطرة على ما لدية من تنظيمات ارهابية، كما شكلت ايضا فشلا ذريعا فى اختراق قوات التحالف الدولى وهشاشة العناصر الأمنية والمخابراتية ومدى ضعفها وانعدام الخبرات لديها ، إضافة إلى استيعاب ترامب قناعته باستحالة ان يتقاتل الإرهابيين فيما بينهم سوى دفاعا عما يعتقدونه .
