شائعات إسرائيلية : لقاءبين السيسي ونتنياهو ...ماذا تريد إسرائيل من ترويج هذه الروايات الكاذبة؟
لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يتناول الإعلام الإسرائيلي، بتقارير وتسريبات غير مؤكدة، ما يصفه بـ«مساعٍ أمريكية» لعقد لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
هذه الروايات، التي تفتقر إلى أي تأكيد رسمي من القاهرة، تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط استمرار العدوان على قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.
إعلام إسرائيلي بلا مصادر رسمية
تعتمد غالبية التقارير الإسرائيلية المتداولة على «مصادر مطلعة» أو «دوائر قريبة من صنع القرار»، دون الاستناد إلى بيانات رسمية صادرة عن الرئاسة المصرية أو الجهات السيادية في القاهرة.
ويلاحظ مراقبون أن هذه التسريبات تتكرر بصياغات مختلفة، لكنها تدور حول الفكرة نفسها:
محاولة إظهار مصر كطرف منخرط في ترتيبات سياسية أو أمنية مشتركة مع الاحتلال، في وقت تؤكد فيه القاهرة مرارًا موقفها الثابت الداعم للحقوق الفلسطينية، ورفضها لأي حلول تنتقص من السيادة الفلسطينية أو تمس الأمن القومي المصري.
واشنطن في قلب الرواية الإسرائيلية
يربط الإعلام الإسرائيلي هذه الشائعات بما يسميه «ضغوطًا أمريكية» أو «جهود وساطة» تقودها الولايات المتحدة لجمع السيسي ونتنياهو على طاولة واحدة.
غير أن هذا الطرح يخدم، بالأساس، الرواية الإسرائيلية أمام الداخل والخارج، عبر الإيحاء بأن تل أبيب لا تزال تحظى بقنوات تواصل مفتوحة مع عواصم عربية محورية، رغم العزلة السياسية والأخلاقية التي تواجهها بسبب الحرب على غزة.
لماذا تروّج إسرائيل لهذه الشائعات؟
يرى محللون أن وراء هذه التسريبات عدة أهداف، من أبرزها:
1. كسر العزلة السياسية
تسعى إسرائيل لتخفيف حدة العزلة الدولية المفروضة عليها، عبر الإيحاء بوجود حراك دبلوماسي مع مصر، الدولة العربية الأثقل وزنًا في ملف غزة.
2. الضغط غير المباشر على القاهرة
ترويج فكرة اللقاء يهدف إلى وضع مصر تحت ضغط إعلامي وسياسي، ودفعها إلى تقديم تنازلات إنسانية أو لوجستية، خاصة فيما يتعلق بإدارة معبر رفح.
3. توجيه رسائل للداخل الإسرائيلي
يحاول نتنياهو، عبر هذه التسريبات، إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن حكومته لا تزال قادرة على إدارة علاقات إقليمية، رغم الإخفاقات العسكرية والسياسية.



معبر رفح.. ورقة الابتزاز المتجددة
في قلب هذه المناورات، يعود معبر رفح إلى الواجهة مجددًا.
تشير مصادر مطلعة إلى أن إسرائيل تحاول استخدام المعبر كورقة ضغط، من خلال طرح سيناريو يسمح بخروج الفلسطينيين فقط، دون دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
هذا الطرح الإسرائيلي يأتي في توقيت بالغ الخطورة، حيث:
-
طقس سيئ وأمطار غزيرة تضرب قطاع غزة
-
آلاف النازحين يعيشون في خيام متهالكة
-
نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب
وهو ما يجعل منع دخول المساعدات تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين.
الموقف المصري.. ثابت لا يتغير
أكدت القاهرة، في أكثر من مناسبة، أن:
-
معبر رفح مخصص لعبور المساعدات الإنسانية
-
لا خروج للفلسطينيين دون دخول الإغاثة
-
لا قبول بأي مخطط يهدف إلى التهجير القسري أو تفريغ القطاع من سكانه
وتشدد مصر على أن أي ترتيبات تخص غزة يجب أن تتم في إطار حل عادل وشامل، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.
قراءة في التوقيت والدلالات
تزامن تصاعد هذه الشائعات مع:
-
تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل
-
تحركات قانونية محتملة ضد قيادات الاحتلال
-
فشل عسكري في تحقيق أهداف الحرب
وهو ما يعزز فرضية أن الإعلام الإسرائيلي يستخدم «الدخان الإعلامي» لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، وخلق انطباع زائف بوجود اختراق سياسي إقليمي.
شائعات مدروسة، تخدم أهدافًا سياسية وإعلامية إسرائيلية.
ما يُروَّج له في الإعلام الإسرائيلي عن لقاء مزعوم بين السيسي ونتنياهو لا يتجاوز كونه شائعات مدروسة، تخدم أهدافًا سياسية وإعلامية إسرائيلية.
أما الواقع، فيؤكد أن مصر لا تزال ثابتة على موقفها، رافضة لأي ابتزاز إنساني، ومتمسكة بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، بعيدًا عن مناورات التسريب والتضليل.
















